نعم ... و هذا هو ما يجعل الفقير يثق بنفسه و بمجتمعه، و يطمئن إلى
مستقبله، و يجعله أكثر حيوية، و نشاطا، و تفاعلا مع سائر الفئات الفاعلة في
المجتمع.
كما أنه يزرع الحب و الوفاء و الرجاء في نفسه، و يبعد الحقد، و الحسد
و سائر الصفات الذميمة عن روحه و نفسه، و لا يعود يعاني من عقدة الاحتقار و
المهانة، و الخوف، و ذلك واضح لا يحتاج إلى مزيد بيان.
اقدام الطبيب على ما يعرف:
و إذا كان الطبيب متخصصا في أمراض العين مثلا، فليس له أن يتصدى
للنظر في أمراض القلب، و كذا العكس، لانه جاهل في حقيقة الأمراض الّتي تعرض من هذه
الجهة، فيلحق بالجهال من الاطباء، الّذين على الإمام أن يحبسهم إذا أرادوا التصدي
للتطبيب في مجال يجهلونه.
و كذلك فانه يكون من القول بغير علم، الّذي جاءت الآيات الكثيرة، و
الأقوال المتواترة عن المعصومين في المنع و الردع عنه[2]،
و ذلك واضح للعيان فلا يحتاج إلى مزيد بيان، و لا إلى إقامة برهان.
و عن زين العابدين (ع)، انه قال: «من لم يعرف داءه أفسد دواءه»[3].
و قد جاء في القسم المنسوب إلى أبقراط: «و احفظ نفسي في تدبيري
[1] - راجع كتاب: تاريخ طب در إيران ج 2 ص 457 عن كتاب:
كامل الصناعة الطبيّة الملكي، الباب الثاني؛ المقالة الأولى.
[2] - راجع على سبيل المثال: البحار ج 2 من ص 111 حتى ص
124 و غيره من المصادر.
[3] - البحار ج 78 ص 160 و ميزان الحكمة ج 3 ص 367 عنه.
نام کتاب : الآداب الطبية فى الإسلام مع لمحة موجزة عن تاريخ الطب نویسنده : العاملي، السيد جعفر مرتضى جلد : 1 صفحه : 125