نام کتاب : رسائل شيخ اشراق نویسنده : شيخ اشراق جلد : 2 صفحه : 63
يزل، يبقى الوجود- بالنسبة الى ما يفرض
علّته- ممكنا.[1] و اذا
كانت[2] نسبته
اليه امكانيّة دون ترجّح، فلا علّيّة و لا معلوليّة. و ليس هذا مصيرا الى انّ
العدم يفعل شيئا، بل معنى دخول العدم فى العلّيّة انّ العقل اذا لاحظ وجوب
المعلول، لم يصادفه حاصلا دون عدم المانع. و للعلّة على المعلول تقدّم عقلىّ لا
زمانىّ؛ و قد يكونان فى الزمان معا، كالكسر مع الانكسار، فنقول «كسر فانكسر»[3] دون العكس. و من التقدّم[4] ما هو زمانىّ، و من التقدّم[5] ما هو مكانىّ أو وضعىّ- كما فى
الاجرام- أو شرفىّ بحسب صفات الأشرف.[6] و جزء
العلّة قد يتقدّم زمانا و قد يتقدّم تقدّما عقليّا. و هاهنا أمر آخر يبتنى عليه
بعض ما نحن بسبيله.
(55) و اعلم انّ كلّ سلسلة فيها ترتيب- أىّ ترتيب كان- و آحادها
مجتمعة، يجب فيها النهاية. فانّ كلّ واحد من السلسلة بينه و بين أىّ واحد كان، ان
كان عدد[7] غير
متناه، فيلزم ان يكون منحصرا بين حاصرى الترتيب،[8]
و هو محال.
و ان لم يكن فيها اثنان،[9]
ليس بينهما لا يتناهى، فما من أحد[10] الّا و
بينه و بين أىّ واحد كان ممّا فى السلسلة اعداد متناهية. فالكلّ يجب فيه[11] النهاية. و هذا فى الاجسام أيضا
متوجّه، فنفرض فيها سلسلة من حيثيّات مختلفة أو اجسام مختلفة، فيطّرد فيها
البرهان. و أيضا لك أن تفرض عدم قدر متناه من وسط السلسلة تأخذه كأنّه ما كان و
طرفاه من السلسلة متّصل أحدهما بالآخر، تأخذ[12]
هكذا