نام کتاب : رسائل شيخ اشراق نویسنده : شيخ اشراق جلد : 2 صفحه : 116
الهيئات كما زعموا. فلا[1]
شيء فى حدّ نفسه أتمّ بساطة من الهيولى سيّما انّ جوهريّتها هى[2] سلب الموضوع عنها كما اعترفوا به.
فلم ما أدركت[3] ذاتها
لهذا التجرّد عن الحوامل و الاجزاء؟ و لم ما أدركت الصور التى فيها على انّا
بيّنّا حال الجوهريّة و الشيئيّة و انّ أمثالهما[4]
اعتبارات عقليّة؟ (120) ثمّ قال هؤلاء[5]
انّ مبدع[6] الكلّ
ليس الّا مجرّد الوجود. و اذا بحث عن الهيولى على مذهبهم، رجع[7]
حاصلها الى نفس الوجود، اذ التخصّص انّما هو بالهيئات الجوهريّة[8]
كما سبقت. و ليس شيء هو نفس الماهيّة مطلقا، بل يثبت[9]
خصوص، فيقال[10] انّه
ماهيّة أو موجود. و الهيولى لا تبقى الّا ماهيّة ما أو وجودا ما؛ فافتقارها الى
الصور ان كان لنفس كونها موجودا ما، فكان واجب الوجود كذا، تعالى ان يكون هكذا![11] و اذا كان واجب الوجود يعقل ذاته
و الأشياء لمثل هذه البساطة، فكان يجب أيضا فى الهيولى، لأنّها موجود[12] فحسب. و بطلان هذه الاقاويل ظاهر.
فثبت انّ الذى يدرك ذاته هو[13] نور
لنفسه و بالعكس. و اذا[14] فرض
النور العارض مجرّدا، كان ظاهرا فى نفسه لنفسه. فما حقيقته انّه الظاهر فى نفسه
لنفسه، حقيقته حقيقة النور المفروض مجرّدا، فانّ «الهوهو» ينعكس رأسا برأس.