على نفسه الغفران، رحمة بهذا الإنسان و رأفة بموقفه الخاصّ تجاه رغباته و نزغاته.
*** و استثني- أيضا- قوله: «أَ فَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى ...» الى تمام الآيات التسع[1].
قيل: نزلت في رجل اتى النبي (صلى اللّه عليه و آله) عند خروجه الى غزاة، يطلب مركبا و سلاحا فلم يجد، فلقي صديقا له فقال: أعطني شيئا. فقال:
أعطيك بكري هذا على أن تتحمّل بذنوبي، فقال: نعم. فنزلت الآيات[2].
لكن الآيات لا تنطبق على فحوى القصة في شيء و إنّما نزلت في صنديد من صناديد قريش في تفصيل ذكره أبو جعفر الطبري، فراجع[3].
34- سورة القمر: مكيّة
استثني منها ثلاث آيات:
الأولى: قوله تعالى: «سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَ يُوَلُّونَ الدُّبُرَ»[4] زعموها نزلت يوم بدر[5].
و الصحيح: أنّها وعد بظفر المسلمين فيما يأتي، فتحقّق يوم بدر[6].
الثانية و الثالثة: قوله تعالى: «إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَ نَهَرٍ. فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ»[7].
و لم يذكر المستثني سببا لاستثنائهما! كما لا وجه له بعد ملاحظة وحدة السياق، و ذلك الانسجام الوثيق.
[1] النجم: 33- 41.
[2] الدر المنثور: ج 6 ص 128.
[3] جامع البيان: ج 27 ص 41- 42.
[4] القمر: 45.
[5] لباب النقول بهامش الجلالين: ج 2 ص 90.
[6] مجمع البيان: ج 9 ص 194. و راجع الإتقان: ج 1 ص 17 و 36. و تفسير الطبري: ج 27 ص 65.
[7] القمر: 54- 55.