responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التمهيد في علوم القرآن - ط مؤسسة النشر الإسلامي نویسنده : المعرفت، الشيخ محمد هادي    جلد : 1  صفحه : 113

لأنّ مبادئ الملل و الدول هي التي تؤرّخ بها. لكونها أشرف الأوقات. و لأنّها أيضا أوقات مضبوطة معلومة[1]. و هكذا فسّر الزمخشري الآية بذلك، قال:

«ابتدئ فيه إنزاله»[2].

و هو الذي نرتئيه، نظرا لأنّ كلّ حادث خطير، إذا كانت له مدّة و امتداد زمنيّ، فإنّ بدء شروعه هو الذي يسجّل تاريخيّا كما إذا سئل عن تاريخ دولة أو مؤسّسة أو تشكيل حزبيّ، أو إذا سئل عن تاريخ دراسة طالب علم أو تلبّسه الخاصّ و أمثال ذلك، فإنّ الجواب هو تعيين مبدأ الشروع أو التأسيس لا غير.

و أيضا: فإنّ قوله تعالى: «أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ» و الآيات الأخر، حكاية عن أمر سابق لا يشمل نفس هذا الكلام الحاكي و إلّا لكان اللفظ بصيغة المضارع أو الوصف. فنفس هذا الكلام دليل على أنّ من القرآن ما نزل متأخرا عن ليلة القدر، اللهمّ إلّا بضرب من التأويل غير المستند، على ما سيأتي.

كما أنّ اختلاف مناسبات الآيات، حسب الظروف و الدواعي، أكبر دليل على اختلاف مواقع نزولها، إذ يربط ذلك كلّ آية بحادثة في قيد وقتها، و هذا في كلّ آية نزلت بشأن حدث أو واقعة وقعت في وقتها الخاصّ، و جاءت آية تعالجها في نفس الوقت. كلّ ذلك دليل على أنّ القرآن لم ينزل جملة واحدة.

و إلّا لما كان موقع لقولة المشركين: «لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً» قال تعالى- ردّا على هذا الاعتراض- «كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ وَ رَتَّلْناهُ تَرْتِيلًا»[3].

أي كان نزول القرآن تباعا و في فترات مناسبة أدعم لاطمئنان قلبك، حيث الشعور بعناية اللّه المتواصلة في كلّ آونة و مناسبة[4].

و ذهب الى هذا الرأي- أيضا- ابن شهرآشوب في المناقب، قال: شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن أي ابتدأ نزوله. و قال في متشابهات القرآن:


[1] التفسير الكبير: ج 5 ص 85.

[2] الكشاف: ج 1 ص 227.

[3] الفرقان: 32.

[4] راجع الإتقان: ج 1 ص 41.

نام کتاب : التمهيد في علوم القرآن - ط مؤسسة النشر الإسلامي نویسنده : المعرفت، الشيخ محمد هادي    جلد : 1  صفحه : 113
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست