responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التأويل في مختلف المذاهب و الآراء نویسنده : المعرفت، الشيخ محمد هادي    جلد : 1  صفحه : 276

عليه أن يتريّث كثيرا، خصوصا أنّ الأمر يتعلّق بالقرآن الكريم، و حتّى يمكنه طرح منهجه في التفسير بوضوح، لأنّ ما طرحه ليس واضحا و لا مقنعا، بل هو يسعى دائما لتوظيف الألفاظ- صحيحة و غير صحيحة- لخدمة فكرته، و التي إن صحّت لصار عليه أن يجيب على هذا السؤال: هل اختصّ اللّه تعالى السّور التسع و العشرين بافتتاحها بكلمات أو رموز من اللغة المصريّة القديمة، لأنّ هذا السور لها علاقة بمصر و المصريّين، دون بقية سور القرآن و عددها خمس و ثمانون سورة، أم ماذا؟

أقول: كان على المؤلّف أن يتحلّى بمزيد من التريّث و الدراسة، و استخدام المنهج العلميّ الصحيح، و التعمّق أكثر في اللّغة المصريّة و تاريخها، و التعرّف على العصور المختلفة التي مرّت بها، و أسس و ضوابط الاشتقاق اللغوي، و الدراسات المقارنة بين المصريّة القديمة و اللغات الأخرى، و خصوصا اللغات السامية!

ماذا يجب أن نفعل لضمان سلامة المنهج العلمي في تأليف مثل هذه الكتب؟

أرى أنّه لا بدّ من وجود لجان متخصّصة تطرح عليها مثل هذه الكتب قبل التصريح بطبعها و تداولها، و بالنسبة لهذا الكتاب «الهيروغليفية تفسّر القرآن الكريم» فإنّني أرى أنّ الأزهر الشريف أخطأ في حقّ القرآن الكريم قبل أن يخطئ في حقّ اللغة المصرية القديمة، فمع كلّ التقدير و الإجلال لعلماء الدين، فقد كان من الضروريّ أن يطلب الأزهر من المؤلّف أن يعرض مادّة كتابه أولا على أساتذة اللغة المصريّة القديمة لمناقشتها و التحقّق ممّا جاء في الكتاب، لأنّه يتعرّض لسرّ من أسرار اللّه تعالى، أراد الباحث أن يخوض في تفسيره دون دراية كافية، بالأدوات التي استخدمها، و هي مفردات اللغة المصريّة التي عاشت أكثر من أربعة آلاف عام، و مرّت بمراحل مختلفة اعتمد الكاتب على مرحلة واحدة منها في تفسيره، و هي العصر الوسيط، ممّا جعله يخوض فيما لا نستطيع- بعلمنا المتواضع- الخوض فيه![1].


[1] . ملاحق الكتاب: 187- 196.

نام کتاب : التأويل في مختلف المذاهب و الآراء نویسنده : المعرفت، الشيخ محمد هادي    جلد : 1  صفحه : 276
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست