وَ أَرْكَبَنِي دَابَّتَهُ وَ بَيَّتَنِي فِي مَنْزِلِهِ قَالَ فَلَمْ أَشْعُرْ إِلَّا بِخَفْقِ نَعْلَيْهِ حَتَّى فَتَحَ الْبَابَ وَ دَخَلَ عَلَيَّ وَ قَالَ يَا أَحْمَدُ إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع عَادَ صَعْصَعَةَ بْنَ صُوحَانَ وَ قَالَ لَا تَتَّخِذَنَّ عِيَادَتِي فَخْراً عَلَى قَوْمِكَ.
وَ ذَكَرَ أَبُو جَعْفَرٍ الطُّوسِيُّ فِي كِتَابِ الْغَيْبَةِ أَنَّهُ مَاتَ أَبُو إِبْرَاهِيمَ ع وَ كَانَ عِنْدَ زِيَادٍ الْقَنْدِيِّ سَبْعُونَ أَلْفَ دِينَارٍ وَ عِنْدَ حَمْزَةَ بْنِ بَزِيعٍ سَبْعُونَ أَلْفاً وَ عِنْدَ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى الرَّوَّاسِيِّ ثَلَاثُونَ أَلْفاً وَ عِنْدَ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي بِشْرٍ السَّرَّاجِ عَشْرَةُ آلَافٍ وَ كَانَ ذَلِكَ سَبَبَ وَقْفِهِمْ فَكَتَبَ الرِّضَا ع إِلَيْهِمْ يَطْلُبُ الْمَالَ فَأَنْكَرُوا وَ تَعَلَّلُوا فَقَالَ الرِّضَا هُمُ الْيَوْمَ شُكَّاكٌ لَا يَمُوتُونَ غَداً إِلَّا عَلَى الزَّنْدَقَةِ.
قَالَ صَفْوَانُ بَلَغَنَا عَنْ رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنَّهُ قَالَ عِنْدَ مَوْتِهِ هُوَ كَافِرٌ بِرَبٍّ أَمَاتَهُ وَ قَالَ ابْنُ فَضَّالٍ قَالَ لِي أَحْمَدُ بْنُ حَمَّادٍ السَّرَّاجُ كَانَ عِنْدِي عَشْرَةُ آلَافِ دِينَارٍ وَدِيعَةً لِمُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ فَقُلْتُ إِنَّ أَبَاهُ لَمْ يَمُتْ فَاللَّهَ اللَّهَ خَلِّصُونِي مِنَ النَّارِ وَ سَلِّمُوهَا إِلَى الرِّضَا ثُمَّ قَالَ وَ رَجَعَ جَمَاعَةٌ عَنِ الْقَوْلِ بِالْوَقْفِ مِثْلُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ وَ رِفَاعَةَ بْنِ مُوسَى وَ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ وَ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ وَ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى وَ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ وَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ وَ غَيْرِهِمْ وَ الْتَزَمُوا الْحُجَّةَ.
- وَ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ كَتَبْتُ إِلَى أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا ع كِتَاباً وَ أَضْمَرْتُ فِي نَفْسِي أَنِّي مَتَى دَخَلْتُ عَلَيْهِ أَسْأَلُهُ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى أَ فَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَ قَوْلِهِ فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ وَ قَوْلِهِ إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ فَأَجَابَنِي عَنْ كِتَابِي وَ كَتَبَ فِي آخِرِهِ الْآيَاتِ الَّتِي أَضْمَرْتُهَا فِي نَفْسِي فَقُلْتُ أَيُّ شَيْءٍ هَذَا مِنْ جَوَابِي ثُمَّ ذَكَرْتُ أَنَّهُ مَا أَضْمَرْتُهُ..
وَ قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَشَّاءُ بَعَثَ إِلَيَّ الرِّضَا يَطْلُبُ مِنِّي حِبَرَةً[1] وَ كَانَتْ بَيْنَ ثِيَابِي قَدْ خَفِيَ عَلَيَّ أَمْرُهَا فَقُلْتُ مَا مَعِي مِنْهَا شَيْءٌ فَرَدَّ الرَّسُولَ وَ ذَكَرَ عَلَامَتَهَا وَ أَنَّهَا فِي سَفَطٍ كَذَا فَطَلَبْتُهَا فَكَانَ كَمَا قَالَ فَبَعَثْتُ بِهَا إِلَيْهِ ثُمَّ كَتَبْتُ مَسَائِلَ أَسْأَلُهُ عَنْهَا فَلَمَّا وَرَدْتُ بَابَهُ خَرَجَ إِلَيَّ جَوَابُ الْمَسَائِلِ الَّتِي أَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْهَا مِنْ غَيْرِ أَنْ أُظْهِرَهَا.
وَ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ قَالَ لِيَ ابْنُ النَّجَاشِيِّ مَنِ الْإِمَامُ بَعْدَ صَاحِبِكَ
[1] الحبرة محركة: ضرب من برود اليمن.