لئن طال شربي للآجنات
لقد طاب عندهم مشربي[1]
أناس إذا أوردت بحرهم
صوادي الغرائب لم تضرب[2]
نجوم الأمور إذا دلست
بظلماء ديجورها الغيهب[3]
و أهل القديم و أهل الحديث
إذا نقصت حبوة المجتبي-
مهيار
أين الذين بصروا من العمى
و فتحوا باب الرشاد المغلقا
و انتظم المجد نبيا صادعا
بالمعجزات و إماما صادقا
مناسك الناس لكم و عندكم
جزاء من أسرف أو من اتقى
و الوحي و الأملاك في أبياتكم
مختلفات مهبطا و مرتقى
لا يملك الناس عليكم إمرة
كنتم ملوكا و الأنام سوقا
في جدة الدهر و في شبابه
و حين شاب عمره و أخلقا
مجدا إلهيا توخاكم به
رب العلى و شرفا مخلقا
رتقتم بالدين قوما ألحدوا
فيكم و عن قوم حللتم ربقا
و آمن الله بكم عباده
حتى حمام بيته المطوقا
ليس المسيح يوم أحيا ميتا
و لا الكليم يوم خر مصعقا
ثنا لغير ما انثنى في أمركم
و إن هما تقدما و سبقا[4]
و زالت الريح سليمان لو
ابتغاكم في ظهرها ما لحقا
و لا أبوه ناسجا أدراعه
مضاعفا سرورها و الحلقا
فضلتموهم و لكن فضلكم
فضيلة الرأس المطي و العنقا[5]
و كل مهدي له معجزة
باهرة بها الكتاب نطقا
[1] الآجنات جمع الآجن: الماء المتغير الطعم و اللون.
[2] الصوادى جمع الصادى: العطشان.
[3] الديجور: الظلام. و الغيهب بمعناه ايضا.
[4] قوله: ثنا اي عطف و مال.
[5] المطى: الظهر.