لهفي على ذاك القوام الذي
حناه بالطف سيوف العدا
و له
كم دموع ممزوجة بدماء
سكبتها العيون في كربلاء
لست أنساه بالطفوف غريبا
مفردا بين صحبه بالعراء
و كأني به و قد لحظ النسوان
يهتكن مثل هتك الإماء
جودي على حسين
يا عين بانغزار
جودي على الغريب
إذ الجار لا يجار
جودي على النساء
مع الصبية الصغار
جودي على قتيل
مطروح في القفار
ألا يا بني الرسول
لقد قل الاصطبار
خلت منكم الديار
فلا قر لي قرار
لا عذر للشيعي يرقى دمعه
و دم الحسين بكربلاء أُرِيقا
يا يوم عاشوراء لقد خلفتني
ما عشت في بحر الهموم غريقا
فيك استبيح حريم آل محمد
و تمزقت أسبابهم تمزيقا
أ أذوق ري الماء و ابن محمد
لم يرو حتى للمنون أُذِيقا
و كل جفني بالسهاد
مذ عرس الحزن في فؤادي[1]
ناع نعى بالطفوف بدرا
أكرم به رائحا و غاد
نعى حسينا فدته روحي
لما أحاطت به الأعادي
في فتية ساعدوا و وَاسَوْا
و جاهدوا أعظم الجهاد
[1] سهد سهادا: ارق و ذهب عنه النوم في الليل. و عرس به: لزمه و الفه.