الرَّضِيُ
كَأَنَّ بَيْضَ الْمَوَاضِي وَ هِيَ تَنْهَبُهُ
نَارٌ تَحَكَّمَ فِي جِسْمٍ مِنَ النُّورِ[1]
لِلَّهِ مُلْقًى عَلَى الرَّمْضَاءِ غُصَّ بِهِ
فِيمَ الرَّدَى بَعْدَ إِقْدَامٍ وَ تَشْمِيرٍ[2]
تَحْنُو عَلَيْهِ الظِّبَاءُ ظِلًّا وَ تَسْتُرُهُ
عَنِ النَّوَاظِرِ أَذْيَالِ الْأَعَاصِيرِ[3]
وَ خَرَّ لِلْمَوْتِ لَا كَفٌّ يُقَلِّبُهُ
إِلَّا بِوَطْءٍ مِنَ الْجُرْدِ الْمَحَاضِيرِ-[4]
وَ دَفَنَ جُثَثَهُمْ بِالطَّفِّ أَهْلُ الْغَاضِرِيَّةِ مِنْ بَنِي أَسَدٍ بَعْدَ مَا قَتَلُوهُ بِيَوْمٍ وَ كَانُوا يَجِدُونَ لِأَكْثَرِهِمْ قُبُوراً وَ يَرَوْنَ طُيُوراً بَيْضاً وَ كَانَ عُمَرُ بْنُ سَعْدِ صَلَّى عَلَى الْمَقْتُولَيْنِ مِنْ عَسْكَرِهِ وَ دَفَنَهُمْ قَالَ الطَّبَرِيُّ كَانُوا ثَمَانِيَةً وَ ثَمَانِينَ رَجُلًا.
وَ قَصَدَ شِمْرٌ إِلَى الْخِيَامِ فَنَهَبُوا مَا وَجَدُوا حَتَّى قُطِعَتْ أُذُنُ أُمِّ كُلْثُومٍ لِحَلْقَةً.
قَالَ أَبُو مِخْنَفٍ جَاءَتْ كِنْدَةُ إِلَى ابْنِ زِيَادٍ بِثَلَاثَةَ عَشَرَ رَأْساً وَ صَاحِبُهُمْ قَيْسُ بْنُ الْأَشْعَثِ وَ جَاءَتْ هَوَازِنُ بِعِشْرِينَ رَأْساً وَ صَاحِبُهُمْ شِمْرُ بْنُ ذِي الْجَوْشَنِ وَ جَاءَتْ بَنُو تَمِيمٍ بِتِسْعَةَ عَشَرَ رَأْساً وَ جَاءَتْ بَنُو أَسَدٍ بِتِسْعَةِ رُءُوسٍ وَ جَاءَ سَائِرُ الْجَيْشِ بِتِسْعَةِ رُءُوسٍ فَذَلِكَ سَبْعُونَ رَأْساً وَ جَاءَ بِرَأْسِ الْحُسَيْنِ خَوَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ الْأَصْبَحِيُّ وَ جَاءُوا بِالْحَرَمِ أُسَارَى إِلَّا شَهْرَبَانُويَهْ فَإِنَّهَا أَتْلَفَتْ نَفْسَهَا فِي الْفُرَاتِ.
وَ اخْتَلَفُوا فِي عَدَدِ الْمَقْتُولِينَ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ فَالْأَكْثَرُونَ عَلَى أَنَّهُمْ كَانُوا سَبْعَةً وَ عِشْرِينَ تِسْعَةٌ مِنْ بَنِي عَقِيلٍ مُسْلِمٌ وَ جَعْفَرٌ وَ عَوْنٌ وَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمٍ وَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ بْنِ عَقِيلٍ وَ ثَلَاثَةٌ مِنْ وُلْدِ جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ وَ عَوْنٌ الْأَكْبَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَ تِسْعَةٌ مِنْ وُلْدِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ الْحُسَيْنُ وَ الْعَبَّاسُ وَ يُقَالُ وَ ابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ وَ عُمَرُ وَ عُثْمَانُ وَ جَعْفَرٌ وَ إِبْرَاهِيمُ وَ عَبْدُ اللَّهِ الْأَصْغَرُ وَ مُحَمَّدٌ الْأَصْغَرُ وَ أَبُو بَكْرٍ شُكَّ فِي قَتْلِهِ وَ أَرْبَعَةٌ مِنْ بَنِي الْحَسَنِ أَبُو بَكْرٍ وَ عَبْدُ اللَّهِ وَ الْقَاسِمُ وَ قِيلَ بِشْرٌ وَ قِيلَ عُمَرُ
[1] البيض جمع الابيض بمعنى السيف و المواضى جمع الماضى يطلق على السيف أيضا باعتبار نفوذه.
[2] الرمضاء: الأرض الحامية من شدة حر الشمس.
[3] تحنو: عليه اي تعطف و الاعاصير جمع الاعصار: الريح التي تثير السحاب.
[4] المحاضير جمع المحضار: الشديد الركض من الخيل.