فصل في أنه الإيمان و الإسلام و الدين و السنة و السلم و القول
أَبُو حَمْزَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ تَعَالَى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آباءَكُمْ وَ إِخْوانَكُمْ أَوْلِياءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمانِ قَالَ فَإِنَّ الْإِيمَانَ وَلَايَةُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ.
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَ كَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَ الْفُسُوقَ وَ الْعِصْيانَ الْأَوَّلَ وَ الثَّانِيَ وَ الثَّالِثَ.
الْبَاقِرُ ع وَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍ وَ مَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمانِ قَالَ بِوَلَايَةِ عَلِيٍّ ع.
الْبَاقِرُ وَ الصَّادِقُ ع فِي قَوْلِهِ تَعَالَى إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمانِ فَتَكْفُرُونَ.
الثَّعْلَبِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ وَ قَدْ رَوَى أَبُو صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ وَ أَصْحَابَهُ تَمَلَّقُوا[1] مَعَ عَلِيٍّ فِي الْكَلَامِ فَقَالَ عَلِيٌّ يَا عَبْدَ اللَّهِ اتَّقِ اللَّهَ وَ لَا تُنَافِقْ فَإِنَّ الْمُنَافِقَ شَرُّ خَلْقِ اللَّهِ فَقَالَ مَهْلًا يَا أَبَا الْحَسَنِ وَ اللَّهِ إِنَّ إِيْمَانَنَا كَإِيمَانِكُمْ ثُمَّ تَفَرَّقُوا فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ كَيْفَ رَأَيْتُمْ مَا فَعَلْتُ فَأَثْنَوْا عَلَيْهِ فَنَزَلَ وَ إِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا الْآيَةَ.
تَفْسِيرِ الْهُذَيْلِ وَ مُقَاتِلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ فِي خَبَرٍ طَوِيلٍ وَ الْحَدِيثُ مُخْتَصَرٌ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ بِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَ أَصْحَابِهِ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ يَعْنِي يُجَازِيهِمْ فِي الْآخِرَةِ جَزَاءَ اسْتِهْزَائِهِمْ بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَ ذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ أَمَرَ اللَّهُ الْخَلْقَ بِالْجَوَازِ عَلَى الصِّرَاطِ فَيَجُوزُ الْمُؤْمِنُونَ إِلَى الْجَنَّةِ وَ يَسْقُطُ الْمُنَافِقُونَ فِي جَهَنَّمَ فَيَقُولُ اللَّهُ يَا مَالِكُ اسْتَهْزِئْ بِالْمُنَافِقِينَ فِي جَهَنَّمَ فَيَفْتَحُ مَالِكٌ بَاباً فِي جَهَنَّمَ إِلَى الْجَنَّةِ وَ يُنَادِيهِمْ مَعْشَرَ الْمُنَافِقِينَ هَاهُنَا فَاصْعَدُوا مِنْ جَهَنَّمَ إِلَى الْجَنَّةِ فَيَسْبَحُ الْمُنَافِقُونَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ سَبْعِينَ خَرِيفاً حَتَّى إِذَا بَلَغُوا إِلَى ذَلِكَ الْبَابِ وَ هَمُّوا بِالْخُرُوجِ أَغْلَقَهُ دُونَهُمْ وَ فَتَحَ لَهُمْ بَاباً إِلَى الْجَنَّةِ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ فَيُنَادِيهِمْ مِنْ هَذَا الْبَابِ فَاخْرُجُوا إِلَى الْجَنَّةِ فَيَسْبَحُونَ مِثْلَ الْأَوَّلِ فَإِذَا وَصَلُوا إِلَيْهِ أَغْلَقَ دُونَهُمْ وَ يَفْتَحُ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ وَ هَكَذَا أَبَدَ الْآبِدِينَ.
[1] تملق الرجل: تودد إليه و تذلل له و ابدى له بلسانه من الإكرام و الود ما ليس في قلبه.