مُقِيمٌ وَ يَنْقُلُنِي مِنَ الْإِكْدَارِ وَ التَّأْثِيمِ وَ سَتُنَبِّئُكَ ابْنَتُكَ فَأَحْفِهَا السُّؤَالَ وَ اسْتَخْبِرْهَا الْحَالَ هَذَا وَ لَمْ يَطُلِ الْعَهْدُ وَ لَمْ يَخْلُقِ الذِّكْرُ وَ السَّلَامُ عَلَيْكُمَا سَلَامَ مُوَدِّعٍ لَا قَالٍ وَ لَا سَئِمٍ فَإِنْ أَنْصَرِفْ فَلَا عَنْ مَلَالَةٍ وَ إِنْ أُقِمْ فَلَا عَنْ سُوءِ ظَنٍّ بِمَا وَعَدَ اللَّهُ الصَّابِرِينَ.
وَ رُوِيَ أَنَّهُ لَمَّا صَارَ بِهَا إِلَى الْقَبْرِ الْمُبَارَكِ خَرَجَتْ يَدٌ فَتَنَاوَلَهَا وَ انْصَرَفَ.
عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْهَمْدَانِيُّ وَ حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ أَنَّهُ ع أَنْشَأَ عَلَى شَفِيرِ قَبْرِهَا
ذَكَرْتُ أَبَا وُدِّي فَبِتُّ كَأَنَّنِي
بِرَدِّ الْهُمُومِ الْمَاضِيَاتِ وَكِيلٌ
لِكُلِّ اجْتِمَاعِ مِنْ خَلِيلَيْنِ فُرْقَةٌ
وَ كُلُّ الَّذِي دُونَ الْفِرَاقِ قَلِيلٌ
وَ إِنَّ افْتِقَادِي فَاطِمَ بَعْدَ أَحْمَدٍ
دَلِيلٌ عَلَى أَنْ لَا يَدُومَ خَلِيلٌ
فَأَجَابَ هَاتِفٌ
يُرِيدُ الْفَتَى أَنْ لَا يَدُومَ خَلِيلُهُ
وَ لَيْسَ لَهُ إِلَّا الْمَمَاتُ سَبِيلٌ
فَلَا بُدَّ مِنْ مَوْتٍ وَ لَا بُدَّ مِنْ بِلًى
وَ إِنَّ بَقَائِي بَعْدَكُمْ لَقَلِيلٌ
إِذِ انْقَطَعَتْ يَوْماً مِنَ الْعَيْشِ مُدَّتِي
وَ إِنَّ بُكَاءَ الْبَاكِيَاتِ قَلِيلٌ
سَتُعْرِضُ عَنْ ذِكْرِي وَ تَنْسَى مَوَدَّتِي
وَ يَحْدُثُ بَعْدِي لِلْخَلِيلِ بَدِيلٌ.
قال أبو جعفر الطوسي الأصوب أنها مدفونة في دارها أو في الروضة يؤيد قوله
قَوْلُ النَّبِيِّ ص بَيْنَ قَبْرِي وَ مِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ وَ فِي الْبُخَارِيِّ بَيْنَ بَيْتِي وَ مِنْبَرِي وَ فِي الْمُوَطَّأِ وَ الْحِلْيَةِ وَ التِّرْمِذِيِّ وَ مُسْنَدِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ مَا بَيْنَ بَيْتِي وَ مِنْبَرِي.
وَ قَالَ ص مِنْبَرِي عَلَى تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ[1].
و قالوا حد الروضة ما بين القبر إلى المنبر إلى الأساطين التي تلي صحن المسجد
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ ع عَنْ قَبْرِ فَاطِمَةَ فَقَالَ دُفِنَتْ فِي بَيْتِهَا فَلَمَّا زَادَتْ بَنُو أُمَيَّةَ فِي الْمَسْجِدِ صَارَتْ فِي الْمَسْجِدِ.
يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى فَاطِمَةَ فَبَدَأَتْنِي بِالسَّلَامِ ثُمَّ قَالَتْ مَا غَدَا بِكَ قُلْتُ طَلَبُ الْبَرَكَةِ قَالَتْ أَخْبَرَنِي أَبِي وَ هُوَ ذَا مَنْ سَلَّمَ عَلَيْهِ وَ عَلَيَّ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ أَوْجَبَ اللَّهُ لَهُ الْجَنَّةَ قُلْتُ لَهَا فِي حَيَاتِهِ وَ حَيَاتِكِ قَالَتْ نَعَمْ
[1] الترعة: الباب. الروضة.