فصل في تزويجها ع
قَدِ اشْتَهَرَ فِي الصِّحَاحِ بِالْأَسَانِيدِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَ ابْنِ مَسْعُودٍ وَ جَابِرٍ الْأَنْصَارِيِّ وَ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ وَ أُمِّ سَلَمَةَ بِأَلْفَاظٍ مُخْتَلِفَةٍ وَ مَعَانِي مُتَّفِقَةٍ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ وَ عُمَرَ خَطَبَا إِلَى النَّبِيِّ ص فَاطِمَةَ مَرَّةً بَعْدَ أُخْرَى فَرَدَّهُمَا.
وَ رَوَى أَحْمَدُ فِي الْفَضَائِلِ عَنْ بُرَيْدَةَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ وَ عُمَرَ خَطَبَا إِلَى النَّبِيِّ ص فَاطِمَةَ فَقَالَ إِنَّهَا صَغِيرَةٌ.
وَ رَوَى ابْنُ بُطَّةَ فِي الْإِبَانَةِ أَنَّهُ خَطَبَهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَلَمْ يُجِبْهُ وَ فِي رِوَايَةِ غَيْرِهِ أَنَّهُ قَالَ بِكَذَا مِنَ الْمَهْرِ فَغَضِبَ ص وَ مَدَّ يَدَهُ إِلَى حَصًى فَرَفَعَهَا فَسَبَّحَتْ فِي يَدِهِ وَ جَعَلَهَا فِي ذَيْلِهِ فَصَارَتْ دُرّاً وَ مَرْجَاناً يَعْرِضُ بِهِ جَوَابَ الْمَهْرِ وَ لَمَّا خَطَبَ عَلِيٌّ ع قَالَ سَمِعْتُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ تَقُولُ كُلُّ سَبَبٍ وَ نَسَبٍ مُنْقَطِعٌ إِلَّا سَبَبِي وَ نَسَبِي فَقَالَ النَّبِيُّ أَمَّا السَّبَبُ فَقَدْ سَبَّبَ اللَّهُ وَ أَمَّا النَّسَبُ فَقَدْ قَرَّبَ اللَّهُ وَ هَشَّ وَ بَشَ[1] فِي وَجْهِهِ وَ قَالَ أَ لَكَ شَيْءٌ أُزَوِّجُكَ مِنْهَا فَقَالَ لَا يَخْفَى عَلَيْكَ حَالِي إِنَّ لِي فَرَساً وَ بَغْلًا وَ سَيْفاً وَ دِرْعاً فَقَالَ بِعِ الدِّرْعَ.
وَ رُوِيَ أَنَّهُ أَتَى سَلْمَانُ إِلَيْهِ وَ قَالَ أَجِبْ رَسُولَ اللَّهِ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ أَبْشِرْ يَا عَلِيُّ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ زَوَّجَكَ بِهَا فِي السَّمَاءِ قَبْلَ أَنْ أُزَوِّجَكَهَا فِي الْأَرْضِ وَ لَقَدْ أَتَانِي مَلَكٌ وَ قَالَ أَبْشِرْ يَا مُحَمَّدُ بِاجْتِمَاعِ الشَّمْلِ وَ طَهَارَةِ النَّسْلِ قُلْتُ وَ مَا اسْمُكَ قَالَ نَسْطَائِيلُ مِنْ مُوَكَّلِي قَوَائِمِ الْعَرْشِ سَأَلْتُ اللَّهَ هَذِهِ الْبِشَارَةَ وَ جَبْرَئِيلُ عَلَى أَثَرِي.
أَبُو بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عَلِيّاً خَطَبَ فَاطِمَةَ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ مَرْحَباً وَ أَهْلًا فَقِيلَ لِعَلِيٍّ يَكْفِيكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ إِحْدَاهُمَا أَعْطَاكَ الْأَهْلَ وَ أَعْطَاكَ الرَّحْبَ.
الأصفهاني
أمن بسيدة النساء قضى له
ربي فأصبح أسعد الأختان
من بعد خطاب أتوه فردهم
ردا يبين مضمر الأشجان
فأبان منعهما و قال صغيرة
تزويجها في سنها لم يأن
حتى إذا خطب الوصي أجابه
من غير تورية و لا استئذان
[1] هش: اي تبسم. و بش: اي اظهر البشاشة.