علي هو المهدي و المقتدى به
إذا الناس حاروا في فنون المذاهب
علي هو القاضي الخطيب بقوله
يجيء بما يعيى به كل خاطب[1]
علي هو الخصم القوول بحجة
يرد بها قول العدو المُشَاغِب[2]
عليٌّ هو البدر المنير ضياؤه
يضيء سناه في ظَلام الغَيَاهِبِ
علي أَعَزُّ الناس جارا و حاميا
وَ أَقْتَلُهُم لِلْقَرْنِ يوم الكتائب
عليٌّ أعم الناس حلما و نائلا
و أجودهم بالمال حقا لطالب
علي أَكَفُّ الناسِ عن كل مَحْرَمٍ
و أبقاهم لله في كل جانب-
العوني
من شارك الطاهر في يوم العبا
في نفسه من شك في ذاك كفر
من جاد بالنفس و ما ظن بها
في ليلة عند الفراش المشتهر
من صاحب الدار الذي انقض بها
نجم من الجو نهارا فانكدر
من صاحب الراية لما ردها
بالأمس بالذل قبيع و زفر[3]
من خص بالتبليغ في براءة
فتلك للعاقل من إحدى العبر
من كان في المسجد طلقا بابه
حلا و أبواب أناس لم تذر
من حاز في خم بأمر الله ذاك الفضل
و استولى عليهم و اقتدر
من فاز بالدعوة يوم الطائر
المشوي من خص بذاك المفتخر
من ذا الذي أسري به حتى رأى القدرة
في حندس ليل معتكر[4]
من خير خلق الله أعني أحمدا
لما دعا الله سرارا و جهر
من خاصف النعل و من خبركم
عنه رسول الله أنواع الخبر
سائل به يوم حنين عارفا
من صدر الحرب و من ولى الدبر
كليم شمس الله و الراجعها
من بعد ما انجاب ضياها و استتر
كليم أهل الكهف إذ كلمهم
في ليلة المسح فشا عنها خبر
[1] عيى يعيى في المنطق: حصر.
[2] المشاغب: المهيج للشر.
[3] القبيع: الرجل الاحمق. و الزفر: كناية عن الثاني على ما قيل.
[4] الحندس: الليل المظلم و الظلمة. و اعتكر الليل: اشتد سواده.