فأذاق شيبة و الوليد منية
إذ صبحاه جحفلا جرارا[1]
و أذاق عتبة مثلها أهوى لها
عضبا صقيلا مرهفا بتارا-
الصاحب
عجبت ملائكة السماء لحربه
في يوم بدر و الجهاد جهاد
فحكاه عنه جبرئيل لأحمد
إسناد مجد ليس فيه سياد
صرع الوليد لموقف شاب الوليد
لهوله و تهارب الأعضاد
و أذاق عتبة بالحسام عقوبة
حسمت بها الأدواء و هي تلاد[2]
أحلاف حرب أرضعوا خلافها
فكأنهم لحروبهم أولاد
ما كان في قتلاه إلا باسل
فكأنما صمصامه نقاد-
المحبرة
و له ببدر إن ذكرت بلاءه
يوما يشيب ذوائب الولدان
كم من كمي حل عقدة بأسه
فيه و كان ممنع الأركان
فرأى به هصرا يهاب جنانه
كالضيغم المتبسل الغضبان[3]
يسقي مماصعه بكأس منية
شيبت بطعم الصاب و الخطبان[4]
إذ من ذوي الرايات جدل عصبة
كانوا كأسد الغاب من خفان[5]
فصل فيما ظهر منه ع يوم أحد
ابْنُ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعاساً يَغْشى طائِفَةً مِنْكُمْ وَ طائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ نَزَلَتْ فِي عَلِيٍّ ع غَشِيَهُ النُّعَاسُ يَوْمَ أُحُدٍ وَ الْخَوْفُ مُسْهِرٌ وَ الْأَمْنُ مُنِيمٌ.
[1] الجحفل: الجيش الكثير.
[2] الادواء جمع: الداء و التلاد: المال القديم.
[3] الهصر: الأسد.
[4] المماصعة: المقاتلة. و شيبت: اي خلطت على البناء للمفعول: و الصاب شجر مر. و خطبان جمع خطبانة بمعنى الحنظل الذي فيه خطوط خضر.
[5] الخفان كعفان: مأسدة قرب الكوفة.