آخِرِهِ.
الحميري
و من ذا كان للفقراء كنزا
إذا نزل الشتاء بهم كنينا
مُحَمَّدُ بْنُ الصَّمَةِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَمِّهِ قَالَ: رَأَيْتُ فِي الْمَدِينَةِ رَجُلًا عَلَى ظَهْرِهِ قِرْبَةٌ وَ فِي يَدِهِ صَحْفَةٌ يَقُولُ اللَّهُمَّ وَلِيَّ الْمُؤْمِنِينَ وَ إِلَهَ الْمُؤْمِنِينَ وَ جَارَ الْمُؤْمِنِينَ اقْبَلْ قُرْبَانِيَ اللَّيْلَةَ فَمَا أَمْسَيْتُ أَمْلِكُ سِوَى مَا فِي صَحْفَتِي وَ غَيْرَ مَا يُوَارِينِي فَإِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي مَنَعْتُهُ نَفْسِي مَعَ شِدَّةِ سَغَبِي فِي طَلَبِ الْقُرْبَةِ إِلَيْكَ غُنْماً اللَّهُمَّ فَلَا تُخْلِقْ وَجْهِي وَ لَا تَرُدَّ دَعْوَتِي فَأَتَيْتُهُ حَتَّى عَرَفْتُهُ فَإِذَا هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فَأَتَى رَجُلًا فَأَطْعَمَهُ.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ يَرْفَعُهُ أَنَّ النَّبِيَّ ص أَتَى مَعَ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ إِلَى عَلِيٍّ ع فَلَمْ يَجِدْ عَلِيٌّ شَيْئاً يُقَرِّبُهُ إِلَيْهِمْ فَخَرَجَ لِيُحَصِّلَ لَهُمْ شَيْئاً فَإِذَا هُوَ بِدِينَارٍ عَلَى الْأَرْضِ فَتَنَاوَلَهُ وَ عَرَّفَ بِهِ فَلَمْ يَجِدْ لَهُ طَالِباً فَقَوَّمَهُ عَلَى نَفْسِهِ وَ اشْتَرَى بِهِ طَعَاماً وَ أَتَى بِهِ إِلَيْهِمْ وَ أَصَابَ عِوَضَهُ وَ جَعَلَ يُنْشِدُ صَاحِبَهُ فَلَمْ يَجِدْهُ فَأَتَى بِهِ النَّبِيَّ وَ أَخْبَرَهُ بِالْخَبَرِ فَقَالَ يَا عَلِيُّ إِنَّهُ شَيْءٌ أَعْطَاكَهُ اللَّهُ لَمَّا اطَّلَعَ عَلَى نِيَّتِكَ وَ مَا أَرَدْتَهُ وَ لَيْسَ هُوَ شَيْءٌ لِلنَّاسِ وَ دَعَا لَهُ بِخَيْرٍ.
فمال إلى أدناهم منه بيعا
توسم فيه خير ما يتوسم
فقال له بعني طعاما فباعه
جميل المحيا[1] ليس منه التجهم
فكان له حبابة ثم رده
إليه و أرزاق العباد تقسم
فآب برزق ساقه الله نحوه
إلى أهله و القوم للجوع رزم[2]
فلا ذلك الدينار أحمى تبره
يقينا و أما الحب فالله أعلم
أ من زرع أرض كان أم حب جنة
حباه به من ناله منه أنعم
و بيعه جبريل أطهر بيع
فأي أيادي الخير من تلك أعظم
يكلم جبريل الأمين فإنه
لأفضل من يمشي و من يتكلم
رَوَتِ الْخَاصَّةُ وَ الْعَامَّةُ مِنْهُمْ ابْنُ شَاهِينٍ الْمَرْوَزِيُّ وَ ابْنُ شِيرَوَيْهِ الدَّيْلَمِيُّ عَنِ
[1] المحيا بتشديد الياء: الوجه.
[2] رزم القوم بتشديد الزاء: اي ضربوا بانفسهم الأرض لا يبرحون.