متلففا ليرد كيدهم
و مهاد خير الناس ممهده
فوقى النبيَّ ببذل مهجتِهِ
و بأعين الكفار منجدة[1].
دعبل
و هو المقيم على فراش محمد
حتى وقاه كائدا و مكيدا
و هو المقدم عند حومات الندى
ما ليس ينكر طارفا و تليدا[2].
مهيار
و أحق بالتمييز عند محمد
من كان منهم منكبيه راقيا
من بات عنه موقيا حوباؤه[3]
حذر العدا فوق الفراش و فاديا.
العبدي
ما لعلي سوى أخيه
محمد في الورى نظير
فداه إذ أقبلت قريش
عليه في فرشه الأمير
وافاه في خم و ارتضاه
خليفة بعده وزير.
الأجل المرتضى
و هو الذي ما كان دين ظاهر
في الناس لو لا رمحه و حسامه
و هو الذي لا يقتضي في موقف
إقدامه نكص به أقدامه
و وقى الرسول على الفراش بنفسه
لما أراد حمامه أقوامه
ثانية في كل الأمور و حصنه
في البائنات و ركنه و دعامه
لله در بلائه و دفاعه
فاليوم يغشى الدالعين قتامه
و كأنما أجم العوالي غيلة[4]
و كأنما هو بينه ضرغامه
طلبوا مداه ففاتهم سبقا إلى
أمد يشق على الرجال مذامه[5].
[1] منجده من نجده: اي اعانه.
[2] الحومة: البحر. و الطارف: المال الحديث او المستحدث. و يقابله التليد.
[3] الحوباء: النفس.
[4] الاجم جمع الاجمة.- و العوالى جمع عالية بمعنى اعلى القناة او راسه او النصف.- و الغيل بالكسر: الشجر الكثير الملتف.
[5] المذام. العيب و في بعض النسخ: مزامه بالزاء المعجمة و هو من الزأم بمعنى الفزع.