و على أمير المؤمنين غمامة
نشأت تظلل تاجه تظليلا
و مديرها من حيث شاء طالما
زاحت[1] تحت ظلاله جبريلا.
و منه ما تضمن كلمة ابن حماد
روي عن ميثم التمار
في مسنده الأكبر
بأن الشمس لم تطلع
لنا عشرا و لم تظهر
فجئنا نسأل المرسل
ما للشمس لم تظهر
فقال المصطفى
أخبركم يا أيها المعشر
علي كان بالعتب
على فاطم مستشعر
فغابت عنكم الشمس
رضاء للفتى حيدر
فلما أن رضي عادت
و لو لم يرض لم تظهر
وَ أَصَابَ النَّاسَ زَلْزَلَةٌ عَلَى عَهْدِ أَبِي بَكْرٍ فَفَزِعَ إِلَى عَلِيٍّ ع أَصْحَابُهُ فَقَعَدَ عَلِيٌّ عَلَى تَلْعَةٍ[2] وَ قَالَ كَأَنَّكُمْ قَدْ هَالَكُمْ وَ حَرَّكَ شَفَتَيْهِ وَ ضَرَبَ الْأَرْضَ بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ مَا لَكِ اسْكُنِي فَسَكَنَتْ ثُمَّ قَالَ أَنَا الرَّجُلُ الَّذِي قَالَ اللَّهُ تَعَالَى إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ الْآيَاتِ فَأَنَا الْإِنْسَانُ الَّذِي أَقُولُ لَهَا مَا لَكِ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها إِيَّايَ تُحَدِّثُ وَ فِي خَبَرٍ آخَرَ أَنَّهُ قَالَ: لَوْ كَانَتِ الزَّلْزَلَةُ الَّتِي ذَكَرَهَا اللَّهُ فِي كِتَابِهِ لَأَجَابَتْنِي وَ لَكِنَّهَا لَيْسَتْ بِتِلْكَ.
وَ فِي رِوَايَةِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ وَ عَبَايَةَ بْنِ رِبْعِيٍ أَنَّ عَلِيّاً ع ضَرَبَ الْأَرْضَ بِرِجْلِهِ فَتَحَرَّكَتْ فَقَالَ اسْكُنِي فَلَمْ يَأْنِ لِكَيْ ثُمَّ قَرَأَ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها.
شَكَا أَبُو هُرَيْرَةَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع شَوْقَ أَوْلَادِهِ فَأَمَرَهُ ع بِغَضِّ الطَّرْفِ فَلَمَّا فُتِحَا كَانَ فِي الْمَدِينَةِ فِي دَارِهِ فَجَلَسَ فِيهَا هُنَيْئَةً فَنَظَرَ إِلَى عَلِيٍّ فِي سَطْحِهِ وَ هُوَ يَقُولُ هَلُمَّ نَنْصَرِفْ وَ غَضَّ طَرْفَهُ فَوَجَدَ نَفْسَهُ فِي الْكُوفَةِ فَاسْتَعْجَبَ أَبُو هُرَيْرَةَ فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ آصَفَ أَوْرَدَ تَخْتاً مِنْ مَسَافَةِ شَهْرَيْنِ بِمِقْدَارِ طَرْفَةِ عَيْنٍ إِلَى سُلَيْمَانَ وَ أَنَا وَصِيُّ رَسُولِ اللَّهِ ص.
وَ رُوِيَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ أَبِيهِ ع قَالَ: عَرَضَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ خُصُومَةٌ فَجَلَسَ فِي
[1] زاح عن المكان: تباعد و زال.
[2] التلعة: ما علا من الأرض و ما سفل منها ضد.