ما وجدنا لعظماء الخلف و
السلف في الأرض أثرا مذكورا أو خبرا مشهورا يتقرب الناس إليها كما لم نجد في الأمم
الماضية نحو كسرى و أنوشروان و فرعون و هامان و شداد و نمرود و وجدنا أهل البيت ع
امتلأت أقطار الأرض بآثارهم و بنوا المشاهد و المساجد بأسمائهم و أنفق لسكان
الأمصار من إجلال مشاهدهم بعد خمول شاهدهم و غر معاندهم و قصدهم في الآفاق البعيدة
تقربا إلى الله بجاه تربهم و كلما تطاولت الدهور زاد محلها سموا و ذكرها نموا و
يرى الناس فيها العجائب عيانا و مناما كما نجد في آثار الأنبياء و الأوصياء ع مثل
الحطيم و مقام إبراهيم و ميزاب إسماعيل و ربوة موسى و صخرة عيسى و باب حطة بني
إسرائيل و عند موالدهم و محاضرهم و مجالسهم فظهر الحق وَ زَهَقَ الْباطِلُ.
قال الزاهي
هل لكم مشهد يزاركما
مشاهد التابعين متبعة
يسطع نور لها على بعد
يطرق من زارها إذا سطعه.
الحصكفي
قوم أتى في هل أتى مدحتهم
ما شك في ذلك إلا ملحد
قوم لهم في كل أرض مشهد
لا بل لهم في كل قلب مشهد.
غيره
عمروا بأطراف البلاد مقابرا
إذ خربوا من يثرب أوطانا.
[1] الزناد و الأزنُد جمع الزند: العود الأعلى الذي
يقتدح به النار. و كبا الزند اى لم يخرج ناره و يقال« فلان كأبى الزند» أي خاسر و«
وارى الزند» أي ناجح مفلح و نض العود: غلى اقصاه بعد أن اوقد ادناه.
[2] المحتد: الأصل و الطبع- و صلد الزند: صوت و لم
ينقدح منه نار.