فمن استقى عروقه من منبع
النبوة و رضعت شجرته ثدي الرسالة و تهدلت أغصانه من نبعة الإمامة و نشأ في دار
الوحي و ربي في بيت التنزيل و لم يفارق النبي ص في حال حياته إلى حال وفاته لا
يقاس بسائر و إذا كان ع في أكرم أرومة و أطيب مغرس و العرق الصالح ينمي و الشهاب
الثاقب يسري و تعليم الرسول ناجع و لم يكن الرسول ص ليتولى تأديبه و يتضمن حضانته
و حسن تربيته إلا على ضربين- إما على التفرس فيه أو بالوحي من الله تعالى فإن كان
بالتفرس فلا تخطئ فراسته و لا يخيب ظنه و إن كان بالوحي فلا منزلة أعلى و لا حال
أدل على الفضيلة و الإمامة منه.