يَعْمَى الْأَنَامُ عَنْهُمُ وَ هُمْ ضِيَاءٌ لِلْعَمَا
لَسْتُ بِنَاسٍ ذِكْرَهُمْ حَتَّى أَحُلَّ الرَّجَمَا
قَالَ الْجَارُودُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْبِئْنِي أَنْبَأَكَ اللَّهُ بِخَبَرِ هَذِهِ الْأَسْمَاءِ الَّتِي لَمْ نَشْهَدْهَا وَ أَشْهَدَنَا قُسٌّ ذِكْرَهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ يَا جَارُودُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي إِلَى السَّمَاءِ أَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَيَّ أَنْ سَلْ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا عَلَى مَا بُعِثُوا قُلْتُ عَلَى مَا بُعِثُوا قَالَ بَعَثْتُهُمْ عَلَى نُبُوَّتِكَ وَ وَلَايَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَ الْأَئِمَّةِ مِنْكُمَا ثُمَّ عَرَّفَنِي اللَّهُ تَعَالَى بِهِمْ وَ بِأَسْمَائِهِمْ ثُمَّ ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ ص لِلْجَارُودِ أَسْمَاءَهُمْ وَاحِداً وَاحِداً إِلَى الْمَهْدِيِّ ع قَالَ لِيَ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى هَؤُلَاءِ أَوْلِيَائِي وَ هَذَا الْمُنْتَقِمُ مِنْ أَعْدَائِي يَعْنِي الْمَهْدِيَّ فَقَالَ الْجَارُودُ
أَتَيْتُكَ يَا ابْنَ آمِنَةَ رَسُولًا
لِكَيْ بِكَ أَهْتَدِي النَّهْجَ السَّبِيلَا
فَقُلْتُ وَ كَانَ قَوْلُكَ قَوْلَ حَقٍ
وَ صِدْقٍ مَا بَدَا لَكَ أَنْ تَقُولَا
وَ بَصَّرْتَ الْعَمَا مِنْ عَبْدِ شَمْسٍ
وَ كَلًّا كَانَ مِنْ شَمْسٍ ظَلِيلًا
وَ أَنْبَأْنَاكَ عَنِ قُسِّ الْأَيَادِي
مَقَالًا أَنْتَ طُلْتَ بِهِ جَدِيلًا
وَ أَسْمَاءً عَمَتْ عَنَّا فَآلَتْ
إِلَى عِلْمٍ وَ كُنْتُ بِهَا جَهُولًا
-.
وَ قَدْ ذَكَرَ صَاحِبُ الرَّوْضَةِ- أَنَّ الِاسْتِسْقَاءَ كَانَ قَبْلَ النُّبُوَّةِ بِعَشْرِ سِنِينَ وَ شَهَادَةُ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ بِمِثْلِ ذَلِكَ مَشْهُورٌ وَ قَالَ لِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ وَجَدَ وَكِيلِي فِي مَدِينَةِ الصُّفْرِ الَّتِي بَنَاهَا سُلَيْمَانَ بْنُ دَاوُدَ عَلَى سُورِهَا أَبْيَاتاً مِنْهَا
هَذَا مَقَالِيدُ أَهْلِ الْأَرْضِ قَاطِبَةً
وَ الْأَوْصِيَاءُ لَهُ أَهْلُ الْمَقَالِيدِ
هُمُ الْخَلَائِفُ اثْنَتَا عَشْرَةَ حُجَجاً
مِنْ بَعْدِهِ الْأَوْصِيَاءُ السَّادَةُ الصِّيدُ[1]
حَتَّى يَقُومَ بِأَمْرِ اللَّهِ قَائِمُهُمْ
مِنَ السَّمَاءِ إِذَا مَا بِاسْمِهِ نُودِيَ
فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ لِلزُّهْرِيِّ هَلْ عَلِمْتَ مِنْ أَمْرِ الْمُنَادِي بِاسْمِهِ مِنَ السَّمَاءِ شَيْئاً قَالَ الزُّهْرِيُّ أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ أَنَّ هَذَا الْمَهْدِيُّ مِنْ وُلْدِ فَاطِمَةَ فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ كَذَبْتُمَا ذَاكَ رَجُلٌ مِنَّا يَا زُهْرِيُّ هَذَا الْقَوْلَ لَا يَسْمَعُهُ أَحَدٌ مِنْكَ.
و إذا كانت النصوص على ساداتنا متناصرة و الأخبار بعددهم قبل وجودهم متظاهرة و قد ذكرهم الله في الكتب السالفة و أعلمت الأنبياء بهم الأمم الماضية دل على كونهم أئمة الزمان و حجج الله على الإنس و الجان قبل الحجج على جميع
[1] الصيد جمع: اصيد بمعنى الملك.