الرجال كما كان من المؤلّفين المكثرين. الف المحاسن‌[1] في كتب كثيرة بلغت عند بعضهم إلى مائة كتاب او ازيد من ذلك و هي من المعتبرات عند اهل الحديث منها كتاب الابلاغ و كتاب التراحم و التعاطف و كتاب ادب النفس و كتاب آداب المعاشرة و كتاب المعيشة و كتاب السفر و كتاب النوم و كتاب الاخوان و كتاب المآكل و كتاب العقاب و كتاب المواعظ و كتاب الزهد و الرحمة و و و. و هي كما تراها من عناوينها في الآداب و الأخلاق أي من صلب موضوع كتاب مشكاة الأنوار و قد تنافس العلماء المتقدمون على اقتنائها و الاستفادة منها و قليل من اولئك من ظفر بالكثير منها. أما مؤلّفنا فقد جمعها كلها او اغلبها كما يظهر من عبارة المستدرك و يتضح من كثرة استناده إليها فيكون كتابه هذا قد احتوى احسن ما في المحاسن و كفى!

بعث الكتاب:

و للكتب كما للبشر حظوظ فقد يشيع امر كتاب كما قد يضيع امر الآخر و قد يفوز كتاب بالاقبال عليه كما يصاب الآخر بالاعراض عنه و قد يتسنى لكتاب ان ينال نصيبه من الشهرة بمجرد صدوره عن قلم صاحبه و قد يمنى آخر بنكبات من الانزواء و الانطواء و تلك سجايا الدهر لا تتغير و لا تتبدل. و كان نصيب كتابنا ان يبقى طوال ثمانية قرون منطويا على نفسه حتّى قيض اللّه الشاب المهذب الفاضل محمّد كاظم الكتبي ان ينتدب له فيخرجه بخير حلة اخرجت للناس فيبعثه مرفوع الرأس موفور الكرامة

[1] طبع في المطبعة الحيدريّة في النجف الأشرف.