و على هذا قيل حضر جماعة
من قريش عند معاوية و عنده عدي بن حاتم و كان فيهم عبد الله بن الزبير فقالوا يا
أمير المؤمنين ذرنا نكلم عديا فقد زعموا أن عنده جوابا فقال إني أحذركموه فقالوا
لا عليك دعنا و إياه فقال له ابن الزبير يا أبا طريف متى فقئت عينك قال يوم فر
أبوك و قتل شر قتلة و ضربك الأشتر على استك فوقعت هاربا من الزحف و أنشد
أما و أبي يا ابن الزبير لو أنني
لقيتك يوم الزحف ما رمت لي سخطا
و كان أبي في طي و أبو أبي
صحيحين لم تنزع عروقهما القبطا
و لو رمت شتمي عند عدل قضاؤه
لرمت به يا ابن الزبير مدى شحطا
فقال معاوية قد كنت
حذرتكموه فأبيتم الحديث ذو شجون[2].
و ندمت عائشة على ما وقع
منها و كانت لا تذكر يوم الجمل إلا أظهرت أسفا و أبدت ندما و بكت.