و كان هشام يكنّى أبا
محمّد و هو مولى بني شيبان، كوفي، و نزل[3]
بغداد، و لقي أبا عبد اللّه جعفر بن محمّد و إبنه أبا الحسن موسى عليهما السّلام[4]، و له
عنهما روايات كثيرة.
و روى عنهما فيه مدائح
له جليلة، و كان ممّن فتق الكلام في الإمامة، و هذّب المذهب[5] بالنظر، و كان حاذقا
بصناعة الكلام، حاضر الجواب، سئل يوما عن معاوية أشهد بدرا؟ قال: نعم من ذاك[6] الجانب! و
كان منقطعا إلى يحيى بن خالد البرمكي، و كان القيّم بمجالس[7] كلامه و نظره.
و كان ينزل الكرخ من[8] مدينة
السلام في درب الجب، و توفّي بعد نكبة البرامكة بمديدة يسيرة[9] مستترا، و قيل في خلافة
المأمون، و كان لإستتاره قصّة مشهورة.