وَ الْعَمَلِ بِمُوجَبِهِ فَثَارُوا إِلَيْهِ فَقَتَلُوهُ لَا يَرْتَابُ بِقَتْلِهِمْ إِيَّاهُ مُسْلِمٌ وَ وُقِّدَتِ الْحَرْبُ وَ اشْتَدَّتْ وَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ احْمِلُوا عَلَيْهِمْ بِاسْمِ اللَّهِ حم ... لا يُنْصَرُونَ وَ حَمَلَ هُوَ بِنَفْسِهِ وَ الْحَسَنَانِ وَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ ص فَغَاصَ فِي الْقَوْمِ بِنَفْسِهِ فَوَ اللَّهِ مَا كَانَتْ إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ حَتَّى رَأَيْنَا الْقَوْمَ شَلَايَا يَمِيناً وَ شِمَالًا صَرْعَى تَحْتَ سَنَابِكِ الْخَيْلِ وَ رَجَعَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع مُؤَيَّداً مَنْصُوراً وَ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَ جَمَعَ قَتْلَاهُمْ وَ أَمَرَ بِذَلِكَ الْفَتَى وَ جَمِيعِ مَنْ قُتِلَ مَعَهُ فَلُفُّوا فِي ثِيَابِهِمْ بِدِمَائِهِمْ لَمْ تُنْزَعْ عَنْهُمْ ثِيَابُهُمْ وَ صَلَّى عَلَيْهِمْ وَ دَفَنَهَمْ وَ أَمَرَهُمْ أَنْ لَا يُجْهِزُوا عَلَى جَرِيحٍ وَ لَا يُتْبِعُوا لَهُمْ مُدْبِراً وَ أَمَرَ بِمَا حَوَى الْعَسْكَرُ فَجُمِعَ لَهُ فَقَسَمَهُ بَيْنَ أَصْحَابِهِ وَ أَمَرَ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ أَنْ يُدْخِلَ أُخْتَهُ إِلَى الْبَصْرَةِ فَيُقِيمَ بِهَا أَيَّاماً ثُمَّ يَرْتَحِلَ بِهَا إِلَى مَنْزِلِهَا بِالْمَدِينَةِ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ كُنْتُ مِمَّنْ شَهِدَ حَرْبَ أَهْلِ الْجَمَلِ فَلَمَّا وَضَعَتِ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا رَأَيْتُ أُمَّ ذَلِكَ الْفَتَى وَاقِفَةً عَلَيْهِ فَجَعَلَتْ تَبْكِي عَلَيْهِ ثُمَّ أَنْشَأَتْ تَقُولُ
يَا رَبِّ إِنَّ مُسْلِماً أَتَاهُمْ
يَتْلُو كِتَابَ اللَّهِ لَا يَخْشَاهُمْ
يَأْمُرُهُمْ بِأَمْرٍ مِنْ مَوْلَاهُمْ
فَخَضَبُوا مِنْ دَمِهِ قَنَاهُمْ
وَ أُمُّهُ قَائِمَةٌ تَرَاهُمْ
تَأْمُرُهُمْ بِالْغَيِّ لَا تَنْهَاهُمْ
.
مكالمته ع مع رأس اليهود
بِحَذْفِ الْإِسْنَادِ مَرْفُوعاً إِلَى الْبَاقِرِ ع قَالَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِيَّةِ أَتَى رَأْسُ الْيَهُودِ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عِنْدَ مُنْصَرَفِهِ مِنْ وَقْعَةِ النَّهْرَوَانِ وَ هُوَ جَالِسٌ فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ أَشْيَاءَ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ وَصِيُّ نَبِيٍّ فَقَالَ سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ يَا أَخَا الْيَهُودِ قَالَ إِنَّا نَجِدُ فِي الْكِتَابِ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ إِذَا بَعَثَ نَبِيّاً أَوْحَى إِلَيْهِ أَنْ يُخَلِّفَ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ مَنْ يَقُومُ مَقَامَهُ فِي أُمَّتِهِ مِنْ بَعْدِهِ وَ أَنْ يَعْهَدَ إِلَيْهِمْ فِيهِ عَهْداً يُحْتَذَى عَلَيْهِ وَ يُعْمَلُ بِهِ فِي أُمَّتِهِ مِنْ بَعْدِهِ قَالَ نَعَمْ ثُمَّ قَالَ وَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَمْتَحِنُ الْأَوْصِيَاءَ فِي حَيَاةِ الْأَنْبِيَاءِ وَ يَمْتَحِنُهُمْ بَعْدَ وَفَاتِهِمْ فَأَخْبِرْنِي كَمْ يَمْتَحِنُ اللَّهُ الْأَوْصِيَاءَ فِي حَيَاتِهِمْ مِنْ مَرَّةٍ وَ كَمْ يَمْتَحِنُهُمْ بَعْدَ وَفَاتِهِمْ وَ إِلَى مَا يَصِيرُ أَمْرُ الْأَوْصِيَاءِ إِذَا رَضِيَ مِحْنَتَهُمْ-