نام کتاب : إرشاد القلوب إلى الصواب نویسنده : الديلمي، حسن بن محمد جلد : 2 صفحه : 248
و أتى بالأسرى مكتفين بالحبال كأنهم في السلاسل.
[جهاده بعد رسول الله
ص]
و أما الثاني و هو مواطن
جهاده ع بعد رسول الله ص فإنه ابتلي و امتحن بحرب الناكثين و القاسطين و المارقين
كما أخبره النبي بذلك. و بيان هذه الحروب على سبيل الاختصار
أنه بعد أن آل الأمر
إليه ع و بايعه المسلمون نهض طلحة و الزبير و نكثا بيعته و انحازا إلى عائشة و
اجتمعوا على قتاله و توجهوا إلى البصرة و انضم إليهم منها خلق كثير و خرجوا
ليحاربوه و خرج علي ع و ردعهم فلم يرتدعوا و وعظهم فلم يتعظوا و أصروا على قتاله
فقاتلهم حينئذ حتى قتل منهم ستة عشر ألفا و سبعمائة و تسعين و كانوا ثلاثين ألفا و
قتل من أصحابه ألف و سبعون رجلا و كانوا عشرين ألفا و هذه الوقعة تسمى وقعة الجمل
و هي حربه للناكثين و بعد ذلك اشتغل بوقعة صفين و حربه مع معاوية و هي جهاده
القاسطين. و هذه الحروب من الوقائع العظام التي يكاد أن يضطرب لها فؤاد الجنين و
يشيب منها رأس الوليد و بقي ع يكابد هذه الوقعة ثمانية عشر شهرا و قتل فيها من
الفريقين على أقل الروايات مائة ألف و خمسة و سبعون ألفا من الشام و خمسة و عشرون
ألفا من أهل العراق و في ليلة الهرير من هذه الوقعة و هي أشد أوقاتها قتل من
الفريقين ستة و ثلاثون ألفا و قتل ع بمفرده في هذه الليلة خمسمائة و ثلاثة و عشرين
فارسا لأنه كان كلما قتل فارسا أعلن بالتكبير فأحصيت تكبيراته في تلك الليلة فكانت
خمسمائة و ثلاثا و عشرين تكبير بخمس مائة و ثلاثة و عشرين فارسا قتيلا و عرفوا
قتلاه نهارا بضرباته التي كانت على وتيرة واحدة إن ضرب طولا قد و إن ضرب عرضا قط و
كانت كأنها مكواة. و في صبيحة هذه الليلة انتظم أمر أصحاب أمير المؤمنين ع و لاحت
لهم أمارات الظفر و لاحت علامات النصر و زحف مالك الأشتر حتى ألجأهم إلى معسكرهم و
لم يبق إلا أخذهم و قبض معاوية. فلما رأى عمرو بن العاص الحال على هذا قال لمعاوية
نرفع المصاحف و ندعوهم
نام کتاب : إرشاد القلوب إلى الصواب نویسنده : الديلمي، حسن بن محمد جلد : 2 صفحه : 248