responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إرشاد القلوب إلى الصواب نویسنده : الديلمي، حسن بن محمد    جلد : 2  صفحه : 217

الْهَبُولُ أَ عَنْ دِينِ اللَّهِ تَأْتِينِي لِتَخْدَعَنِي أَ مُخْتَبِطٌ أَمْ ذُو جِنَّةٍ أَمْ تَهْجُرُ وَ اللَّهِ لَوْ أُعْطِيتُ الْأَقَالِيمَ السَّبْعَةَ بِمَا تَحْتَ أَفْلَاكِهَا عَلَى أَنْ أَعْصِيَ اللَّهَ فِي نَمْلَةٍ أَسْلُبُهَا جُلْبَ شَعِيرَةٍ مَا فَعَلْتُهُ وَ إِنَّ دُنْيَاكُمْ عِنْدِي لَأَهْوَنُ مِنْ وَرَقَةٍ فِي فَمِ جَرَادَةٍ تَقْضَمُهَا مَا لِعَلِيٍّ وَ لِنَعِيمٍ يَفْنَى وَ لَذَّةٍ لَا تَبْقَى نعوذ بالله من سبات العقل و قبح الزلل و به نستعين.

فهذه أصول الفضائل. و أما فروع الفضائل التي له ع فغير متناهية-

رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ قَالَ: مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى آدَمَ فِي عِلْمِهِ وَ إِلَى نُوحٍ فِي تَقْوَاهُ وَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ فِي حِلْمِهِ وَ إِلَى مُوسَى فِي هَيْبَتِهِ وَ إِلَى عِيسَى فِي عِبَادَتِهِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع.

فأثبت له ما تفرق فيهم من الفضل و الكمال الذي هو المراد من كل واحد منهم. روى ذلك البيهقي أيضا في كتابه بإسناده عن رسول الله ص بحل من أنعم عليه بالعلم و الخلق و العلاء و جميع ما تشتت في الورى-

وَ قَدْ قَالَ:

لَيْسَ عَلَى اللَّهِ بِمُسْتَنْكَرٍ

أَنْ يَجْمَعَ الْعَالَمَ فِي وَاحِدٍ.

[فصل: في عبادته و زهده‌]

. و اعلم أنه إذا نظرت إلى العبادة وجدته أعبد الناس بعد رسول الله منه تعلم الناس على صلاة الليل و التهجد و الأدعية المأثورة لقد كان يفرش له بين الصفين و السهام تتساقط حوله و هو لا يلتفت عن ربه و لا يغير عادته و لا يفتر عن عبادته و كان إذا توجه إلى الله تعالى توجه بكليته و انقطع نظره عن الدنيا و ما فيها حتى أنه يبقى لا يدرك الألم‌

لأنهم كانوا إذا أرادوا إخراج الحديد و النشاب من جسده الشريف تركوه حتى يصلي فإذا اشتغل بالصلاة و أقبل إلى الله تعالى أخرجوا الحديد من جسده و لم يحس فإذا فرغ من صلاته يرى ذلك فيقول لولده الحسن ع إن هي إلا فعلتك يا حسن.

و لم يترك صلاة الليل قط حتى في ليلة الهرير. وَ كَانَ ع يَوْماً فِي حَرْبِ صِفِّينَ مُشْتَغِلًا بِالْحَرْبِ وَ الْقِتَالِ وَ هُوَ مَعَ ذَلِكَ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ يَرْقُبُ الشَّمْسَ فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا هَذَا الْفِعْلُ فَقَالَ ع أَنْظُرُ إِلَى الزَّوَالِ حَتَّى نُصَلِّيَ فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ وَ هَلْ هَذَا وَقْتُ صَلَاةٍ إِنَّ عِنْدَنَا لَشُغُلًا بِالْقِتَالِ عَنِ الصَّلَاةِ فَقَالَ ع عَلَى مَا نُقَاتِلُهُمْ إِنَّمَا نُقَاتِلُهُمْ عَلَى الصَّلَاةِ.

نام کتاب : إرشاد القلوب إلى الصواب نویسنده : الديلمي، حسن بن محمد    جلد : 2  صفحه : 217
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست