responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إرشاد القلوب إلى الصواب نویسنده : الديلمي، حسن بن محمد    جلد : 1  صفحه : 51

و لتخرجن إلى القبور مجردا

مما شقيت بجمعه صفر اليد.

و قال الخليل بن أحمد لصديق له من الأغنياء إنما تجمع مالك لأجل ثلاثة أنفس كلهم أعداؤك إما زوج امرأتك بعدك أو زوج ابنتك أو زوجة ابنك و كلهم يتمنى موتك و لا يستطيل عمرك فإن كنت عاقلا ناصحا لنفسك فخذ مالك معك زادا و لا تؤثر أحد هؤلاء على نفسك.

و لقد أجاد الشاعر حيث قال-

تورع ما حرم الله و امتثل‌

أوامره و انظر غدا ما أنت عامله‌

فأنت بذي الدار لا شك تاجر

لدار غد فانظر غدا من تعامله.

و قال رجل صالح لبعض العلماء أوصني قال أوصيك بشي‌ء واحد اعلم أن الليل و النهار يعملان فيك فاعمل أنت فيهما.

و هذا القول إذا تدبره العاقل علم أنه أبلغ العظات‌

و قيل لعالم ما أحمد الأشياء و أحلاها في قلب المؤمن قال شي‌ء واحد و هو ثمرة العمل الصالح قيل له فما نهاية السرور قال الأمن من الوجل عند حلول الأجل ثم تمثل بهذين البيتين‌

ولدتك إذ ولدتك أمك باكيا

و الناس حولك يضحكون سرورا

فاجهد لنفسك أن تكون إذا بكوا

في يوم موتك ضاحكا مسرورا.

وَ قَالَ رَجُلٌ لِلصَّادِقِ ع أَوْصِنِي قَالَ لَهُ أَعِدَّ جَهَازَكَ وَ أَكْثِرْ مِنْ زَادِكَ لِطُولِ سَفَرِكَ وَ كُنْ وَصِيَّ نَفْسِكَ وَ لَا تَكُنْ تَأْمَنُ غَيْرَ أَنْ يَبْعَثَ بِحَسَنَاتِكَ إِلَى قَبْرِكَ فَإِنَّهُ لَنْ يَبْعَثَهَا أَحَدٌ مِنْ وُلْدِكَ إِلَيْكَ فَمَا أَبْيَنَ الْحَقَّ لِذِي عَيْنَيْنِ أَنَّ الرَّحِيلَ أَحَدُ الْيَوْمَيْنِ تَزَوَّدُوا مِنْ صَالِحِ الْأَعْمَالِ وَ تَصَدَّقُوا مِنْ خَالِصِ الْأَمْوَالِ فَقَدْ دَنَا الرِّحْلَةَ وَ الزَّوَالَ.

شعر

خرجت من الدنيا فقامت قيامتي‌

غداة أقل الحاملون جنازتي‌

و عجل أهلي حفر قبري فصيروا

خروجي عنهم من أجل كرامتي.

يجب على العاقل أن يحافظ على أول أوقات الصلاة و يسارع إلى فعل الخيرات فيكثر من أعمال البر و الصدقات فإن العمر لحظات و يقال فلان قد مات فإذا عاين في قبره الأهوال و الحسرات قال أعيدوني إلى الدنيا لأتصدق بمالي فيقال هيهات فاغتنم أيها اللبيب ما بقي لك من الأوقات فإن بقية عمرك لا بقاء لها

نام کتاب : إرشاد القلوب إلى الصواب نویسنده : الديلمي، حسن بن محمد    جلد : 1  صفحه : 51
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست