أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللَّهِ فَإِنِّي لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً يَا عَبَّاسُ عَمَّ مُحَمَّدٍ يَا صَفِيَّةُ عَمَّتَهُ يَا فَاطِمَةُ ابْنَتَهُ ثُمَّ نَادَى كُلَّ رَجُلٍ بِاسْمِهِ وَ كُلَّ امْرَأَةٍ بِاسْمِهَا أَ لَا يَجِيءُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُونَ الْآخِرَةَ وَ يَأْتُونَ وَ يَقُولُونَ بِأَنَّ مُحَمَّداً مِنَّا وَ يُنَادُونَ يَا مُحَمَّدُ يَا مُحَمَّدُ فَأُعْرِضُ بِهَذَا وَ هَكَذَا وَ أُعْرِضُ عَنْ يَمِينِهِ وَ شِمَالِهِ فَوَ اللَّهِ مَا أَوْلِيَائِي مِنْكُمْ إِلَّا الْمُتَّقُونَ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ.
وَ رُوِيَ أَنَّهُ ص لَمَّا مَرِضَ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ خَرَجَ مُتَعَصِّباً مُعْتَمِداً عَلَى يَدِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع وَ الْفَضْلِ بْنِ الْعَبَّاسِ فَتَبِعَهُ النَّاسُ فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ قَدْ آنَ مِنِّي خُفُوقِي يَعْنِي رَحِيلِي وَ قَدْ أُمِرْتُ أَنْ أَسْتَغْفِرَ لِأَهْلِ الْبَقِيعِ ثُمَّ جَاءَ حَتَّى دَخَلَ الْبَقِيعَ ثُمَّ قَالَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ التَّوْبَةِ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الْغُرْبَةِ لِيُهْنِئْكُمْ مَا أَصْبَحْتُمْ فِيهِ مَا النَّاسُ فِيهِ أَتَتِ الْفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يَتْبَعُ أَوَّلُهَا آخِرَهَا ثُمَّ اسْتَغْفَرَ لَهُمْ وَ أَطَالَ الِاسْتِغْفَارَ وَ رَجَعَ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ وَ اجْتَمَعَ النَّاسُ حَوْلَهُ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ قَدْ آنَ مِنِّي خُفُوقِي فَإِنَّ جَبْرَئِيلَ ع كَانَ يَأْتِينِي يُعَارِضُنِي بِالْقُرْآنِ فِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً وَ إِنَّهُ قَدْ عَارَضَنِي بِهِ فِي هَذِهِ السَّنَّةِ مَرَّتَيْنِ وَ لَا أَقُولُ ذَلِكَ إِلَّا لِحُضُورِ أَجَلِي فَمَنْ كَانَ لَهُ عَلَيَّ دَيْنٌ فَلْيَذْكُرْهُ لِأُعْطِيَهُ وَ مَنْ كَانَ لَهُ عِنْدِي عِدَةٌ فَلْيَذْكُرْهَا أُعْطِهِ أَيُّهَا النَّاسُ لَا يَتَمَنَّى مُتَمَنٍّ وَ لَا يَدَّعِي مُدَّعٍ فَإِنَّهُ وَ اللَّهِ لَا يُنْجِي إِلَّا الْعَمَلُ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ لَوْ عَصَيْتُ لَهَوَيْتُ ثُمَّ رَفَعَ طَرْفَهُ إِلَى السَّمَاءِ وَ قَالَ اللَّهُمَّ قَدْ بَلَّغْتُ.
وَ قَالَ ص إِيَّاكُمْ وَ مُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ فَإِنَّ لَهَا مِنَ اللَّهِ طَالِباً وَ إِنَّهَا لَتَجْمَعُ عَلَى الْمَرْءِ حَتَّى تُهْلِكَهُ.
وَ قَالَ ع لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَ لَبَكَيْتُمْ كَثِيراً عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَ لَخَرَجْتُمْ عَلَى الصُّعُدَاتِ تَبْكُونَ عَلَى أَعْمَالِكُمْ وَ لَوْ تَعْلَمُ الْبَهَائِمُ مِنَ الْمَوْتِ مَا تَعْلَمُونَ مَا أَكَلْتُمْ سَمِيناً.
وَ قَالَ ص أَمَا وَ اللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَبَكَيْتُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَ لَخَرَجْتُمْ عَلَى الصُّعُدَاتِ تَنْدَمُونَ عَلَى أَعْمَالِكُمْ وَ لَتَرَكْتُمْ أَمْوَالَكُمْ لَا حَارِسَ لَهَا وَ لَا خَائِفَ عَلَيْهَا-