أمسك، فإن العبد قد وفّى ما أوجب اللَّه
عليه من امتثال أمر فيما سأل ربه فيه، فلو سأل ذلك من نفسه عن غير أمر ربه له بذلك
لحاسبه به. و هذا سار في جميع ما يسأل فيه اللَّه تعالى، كما[1]» نبَّه على أنه كل ما يراه الإنسان
في حياته الدنيا إنما هو بمنزلة الرؤيا للنائم: خيال «17» فلا بد من تأويله.
إنما الكون خيال
و هو حق في الحقيقة
و الذي يفهم هذا
حاز أسرار الطريقة
فكان صلى اللَّه عليه و سلم إذا قدَّم له لبن قال «اللهم بارك لنا
فيه و زدنا[2] خيراً
منه. فمن أعطاه اللَّه ما أعطاه بسؤال عن أمر إلهي فإن اللَّه لا يحاسبه به في
الدار الآخرة، و من أعطاه اللَّه ما أعطاه بسؤال عن غير أمر إلهي فالأمر فيه إلى
اللَّه، إن شاء حاسبه و إن شاء