أي شددت بها كفي يعني الطعنة. فهو قول
اللَّه تعالى عن لوط عليه السلام «لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ
قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ».
فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و سلم يرحم اللَّه أخى لوطاً: لقد كان يأوي إلى
ركن شديد.
فنبه صلى اللَّه عليه و سلم أنه كان مع اللَّه من كونه شديداً. و
الذي قصد لوط عليه السلام القبيلةُ بالركن الشديد: و المقاومة بقوله «لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً» و
هي الهمة هنا من البشر خاصة. فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه و سلم فمن ذلك
الوقت- يعني من الزمن الذي قال فيه عليه السلام
«أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ» ما بعث نبيٌ [1] قال
«لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً» مع كون ذلك يطلب همة مؤثرة.
فإن قلت و ما يمنعه من الهمة المؤثرة و هي موجودة في السالكين من الاتباع، و الرسل
أولَى بها؟ قلنا صدقت: و لكن نَقَصَكَ علم آخر، و ذلك أن المعرفة لا تترك للهمة