(342) و أمّا قولهم في التقسيم و التفصيل، فهو[2]
قولهم «الظلّ الاوّل هو العقل الاوّل، لانّه أوّل عين ظهرت بنوره تعالى و قبلت
صورة الكثرة التي هي شئون الوحدة الذاتيّة.
و لانّ الإنسان الكامل المسمّى «بالإنسان الكبير» هو حقيقة هذا العقل
أو العقل بنفسه، سمّوه «بظلّ الإله» فقالوا:[3]
«انّهم ظلّ اللَّه في الأرضين». و أمثال ذلك.
(343) و أمّا جعلهم العالم بأسره «الظلّ الثاني» فهو قولهم: العالم
هو الظلّ الثاني، و ليس الا وجود الحقّ الظاهر بصور الممكنات كلّها؛ فلظهوره
بتعيّناتها سمّى باسم «السوي» و «الغير» باعتبار اضافته الى الممكنات، إذ لا وجود
للممكن الا بمجرّد هذه [4] النسبة؛
و الا فالوجود عين الحقّ، و الممكنات ثابتة على عدمها في علم الحقّ، و هي شئونه
الذاتيّة.