نام کتاب : الولاية الالهية الاسلامية او الحكومة الاسلامية نویسنده : المؤمن القمي، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 540
تكون فيها مفسدة لأحدهما، و حينئذ فتشخيص
أنّ أيّة حكومة و دولة صالحة للارتباط بها و أيّتها غير صالحة يكون إلى وليّ الأمر،
فما رآها منها صالحة لها يعيّنها و يجوّز أو يأمر بالارتباط بها، و ما رآها غير
صالحة يمنع الارتباط بها. فهذا الأمر أيضا موكول إليه، و ما رآه فأمر بها و نهى
عنها واجب الاتّباع، و ليس لغيره أخذ التصميم في هذه الجهة استقلالا إلّا أن يحوّل
وليّ الأمر أمر هذا التعيين إلى أحد، فتشخيصه في حدّ التفويض إليه لازم الاتّباع.
و الدليل على ذلك: أنّ ايجاد الارتباط بدولة و أمّة غير إسلامية و
تركه من مهامّ الامور الاجتماعية فلا محالة يكون موكولا إلى من هو وليّ أمر
الامّة، و إطلاق أدلّة ولاية أولياء الأمر يقتضي ثبوت هذه الولاية أيضا لهم كما
مرّ في كلماتنا مرارا في مواضع عديدة.
و من الواضح أنّه كما أنّ إلى وليّ الأمر أصل الارتباط بدولة و أمّة
غير مسلمة فهكذا يكون إليه سعة مقدار هذا الارتباط و ضيقه، فقد يكون الارتباط
بمفهومه الوسيع ذا مصلحة يجوّزه أو يأمر به، و ربّما يكون الارتباط الاقتصادي
مطلقا أو في بعض الموادّ فقط ذا مصلحة و لا مصلحة في غير الارتباط الاقتصادي
فيتّبع ما رآه وليّ الأمر ذا مصلحة و يجتنب ما عداه، و هكذا الكلام في أنواع
الارتباطات المختلفة الكثيرة سيّما في مثل زماننا المشحون بالصنائع الحديثة، فكلّ
نوع منها رأى وليّ الأمر ذا مصلحة يتّبع أمره فيه و كلّ نوع رآه ذا مفسدة يتّبع
نهيه، و هكذا الأمر في مقدار الارتباط المختصّ بكلّ نوع فالمتّبع أمره و نهيه
بحدودهما.
نام کتاب : الولاية الالهية الاسلامية او الحكومة الاسلامية نویسنده : المؤمن القمي، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 540