الحمد للّه الذي عجزت العقول عن معرفة ذاته، و قصرت الأفكار عن
الاحاطة بكنه صفاته، و تحيّرت الأبصار في بدائع مصنوعاته، و شهدت له بالوحدانية
عجائب أرضه و سماواته.
أحمده على مننه العظام و أياديه الجسام حمد معترف بسوابغ الانعام، و
أشهد ان لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له إله لم يزل منعوتا بالجلال موصوفا
بالكمال، منزها عن الحركة و السكون و الانتقال، مقدسا عن الجسم و الشبه و الخيال،
و اشهد أن محمدا عبده و رسوله أرسله ببرهان لامع المنار، و قرآن ساطع الانوار قاطع
باعجازه حجج الكفار (قامع بايجازه)[2] (الطغاة
المعاندين)[3] أولي
الافكار، صلى اللّه عليه و سلم[4] و على آله
(و اصحابه الابرار)[5] صلاة دائمة
بالعشي و الابكار[6] و بعد ...
قال عبد الرحمن بن نصر بن عبد اللّه:
لما كان عبد الملك[7] الناصر
صلاح[8] الدنيا[9] و الدين سلطان[10]
الاسلام