و يحكى[1][2] ان المنصور بعث إلى جعفر بن محمد[3]، فلما أتاه قال: اني اريد[4] ان استشيرك في امر[5]! قد رأيت اطباق اهل المدينة على
حربي، و قد نهيتهم مرة بعد اخرى (فما رأيتهم ينتهون)[6]
و قد رأيت ان ابعث اليهم من يقطع نخلها و يغور عيونها، فما ترى انت؟ فسكت جعفر.
فقال له: ما لك لا تتكلم؟
قال: اتكلم آمنا؟ قال: نعم، قال: يا أمير المؤمنين ان سليمان (عليه
السلام)[7] اعطى
فشكر، و ان ايوب (عليه السلام)[8] ابتلى
فصبر، و ان يوسف (عليه السلام)[9] قدر فغفر،
و ان محمدا صلى اللّه عليه و سلم[10] اوذي
فأحتمل. و قد جعلك اللّه[11] من نسل
الذين يغفرون و يعفون و يصفحون[12]. قال:
فأنطفأ غيظه[13] و امسك
عنهم.
[1] - الحكاية عينها مع اختلافات طفيفة في النص نجدها
في العقد الفريد 2/ 159- 160 و في بهجة المجالس 1/ 376. و ينسب القول في البيان و
التبيين ص 269، لعثمان بن حزيم. و نصه:« يا امير المؤمنين لقد اعطيت فشكرت و
ابتليت فصبرت».
[3] - جعفر بن محمد بن الاشعث: احد اتباع هارون الرشيد
و عماله. عمل رئيسا لديوان الخاتم عام 170 ه. و واليا على خراسان عام 173 ه. قارن
عنه: تاريخ الطبري 6/ 445 و 447.