فمتى ظفر به الملك فهو من إقبال جدّه و كمال
سعده. و يحتاج في أمر جيشه إلى مقدّم[1]
مقدام. عالم بمكائد الحروب بالمباشرة، غني عن الاستعلام. حسن السياسة لقلوب
الرجال. عارف بشرائع المحاورة و شروط القتال. خبير بالنظر في أحوال الأجناد. شديد
الأخذ لهم بأن يكونوا في جميع أوقاتهم على أتم أهبة و أكمل استعداد. بصير بتفقّد
الأسلحة و العدّة. ثاقب الألمعية في التفرقة بين من يحبّ ارتباطه و بين من يجب
إسقاطه من العدّة. كثير المعرفة من الرجال بمواقع التفضيل. شديد النظر في الجمل من
هذه الأمور و التفصيل. و يحتاج في تزجية جهات الأموال و تثميرها، و تنمية وجوه
الارتفاع و تكثيرها، إلى عمال[2] يجمعون
إلى الكفاية: الأمانة و إلى النهضة: الصّيانة. مقدّرين أمور الاستخراج على أحوال
بلا تعسّف بالرعية. مقرّرين وجوه الأموال و الخراج على أوضاع تكون حقوق بيت المال
فيها ملحوظة مرعية. متبتّلين[3] للنظر في
المصالح غير مهملين. كاشفين في كلّ وقت عن أحوال أرباب الضمانات و المعاملين.
آخذين بالحوطة[4] في جميع
ما يتولونه و من يولّونه.
سالكين سبيل القصد و العدل فيما يعملونه و من يعاملونه.
[1] مقدّم الجيش: شرحه في الهامش( 1) ص 102 من هذا
الكتاب. و قارن مع الماوردي في نصيحة الملوك، 361؛ و مختار الحكم، 187.
[2]العمال
ج. عامل. يقابله اليوم الوالي أو الحاكم أو المحافظ الذي يسمّى اليوم بالموظف
الإداري. انظر: نشوار المحاضرة للتنوخي 8 حاشية 76.