نام کتاب : نهاية الوصول إلى علم الأصول نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 293
والمجاز بخلافه ، وهو الّذي لا يتبادر إلى الذّهن فيه من دون
القرينة.
لا يقال : فينتقض بالمجاز المنقول ، حيث يتبادر إلى الذهن فهمه
دون حقيقته ، فينتقض الخاصّتان ، وباللّفظ المشترك ، فإنّه لا يتبادر إلى الذهن شيء
من مدلولاته مع كونه حقيقة فيها.
لأنّا نجيب عن الأوّل بأنّه إن علم كونه مجازا عند التبادر فلا
بحث ، لأنّهم أخذوا في الخاصّة التبادر من غير قرينة ، مع عدم العلم بكونه
مجازا.
وإن لم يعلم فالظّاهر أنّه يكون حقيقة فيه ، لاختصاص ذلك
بالحقيقة في الغالب ، وإدراج النادر بحسب الغالب أولى. [١]
وليس بجيّد ، فإنّ جعله حقيقة لغويّة مع فرض خلافه خطأ ، بل
الوجه أن يقول : إنّه حقيقة عرفيّة ، والتبادر بالنسبة إلى العرف غير التّبادر
بالنسبة إلى اللّغة ، ونحن نريد بالتبادر بالنسبة إلى اللّغة الّتي وقع التخاطب بها
، إمّا لغة أو عرفا أو شرعا.
وعن الثاني : بأنّ المشترك إن كان عامّا في مدلولاته ، فلا بحث
واندفع الإشكال ، وإلّا فهو حقيقة في الواحد على البلد ، لا في الواحد عينا ،
والّذي هو حقيقة فيه فهو يتبادر الفهم عند إطلاقه ، وهو الواحد على البدل ، والّذي
لا يتبادر إلى الفهم وهو الواحد المعيّن غير حقيقة فيه. [٢]
وفيه نظر ، لأنّه إن عنى بالواحد على البدل أحدها لا بعينه على
أنّه كليّ ، لم يكن اللّفظ من قبيل المشترك ، بل كان متواطئا إذ قد جعله حقيقة في
أمر كليّ