نام کتاب : نهاية الوصول إلى علم الأصول نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 244
البحث الثاني : في الحقيقة العرفيّة
اعلم أنّه قد تخطر معان يفتقر إلى التعبير عنها لم يوضع لها
ألفاظ في اللّغة كما بيّناه ، فيضطرّ إلى اختراع ألفاظ لها.
لكن لمّا كرهوا الخروج عن قانون اللغة ، التجئوا إلى سلوك طريق
يجمع تحصيل مطلوبهم ، والتزام قانون اللغة ، فعمدوا إلى كلّ لفظ موضوع لمعنى يناسب
معناه الّذي طلبوا التعبير عنه ، فنقلوه إليه ، إذ كان ذلك جريا على قانون اللّغة ،
ولم يخترعوا لتلك المعاني ألفاظا من عندهم ، للعلّة المذكورة.
فإن غلب استعمالهم في المعنى الثاني ، صار حقيقة عرفيّة ، إمّا
بالعرف العامّ أو الخاصّ.
فإن أهمل الأوّل صار استعمال اللّفظ فيه مجازا عرفيّا وإن كان
حقيقة لغويّة ولا نزاع في تجويز ذلك ، وإنّما الخلاف في الوقوع ، والحقّ ثبوته ،
لوجود القدرة والدّاعي.
واعلم أنّ العرف العامّ منحصر في أمرين :
الأوّل : اشتهار المجاز بحيث يصير حقيقة عرفيّة ، فيستنكر
استعمالها ، وجهات المجاز متعدّدة تأتي ، كحذف المضاف وإقامة المضاف إليه ، كتحريم
الخمر ، وهو بالحقيقة مضاف إلى الشّرب ، وكتسمية الشيء باسم شبيهه ، كما يطلق كلام
زيد على حكايته ، وكتسمية المتعلّق باسم المتعلّق ، كقضاء الحاجة بالغائط الّذي هو
في اللّغة للمكان المطمئنّ ، وكتسمية
نام کتاب : نهاية الوصول إلى علم الأصول نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 244