نام کتاب : نهاية الوصول إلى علم الأصول نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 163
وإذا ثبت خلوّ بعض المعاني عن الألفاظ ، فنقول : المعاني قسمان
:
منها : ما تكثر الحاجة إلى التعبير عنه ، لكثرة تداولها بين
الناس ، وغلبة مزاولتهم لها ، فيجب وضع الألفاظ بإزائها ، لوجود القدرة ، والدّاعي
، وانتفاء الصّارف.
ومنها : ما لا تكثر الحاجة إلى التعبير عنه ، فإنّه يجوز خلوّها
عن الألفاظ ، وذلك كأنواع الروائح.
واعلم أنّ اللّفظ المشهور بين الناس الخواصّ والعوامّ ، لا يجوز
وضعه لمعنى خفيّ لا يعرفه إلّا الأذكياء ، كما يقوله أبو هاشم وجماعة من مثبتي
الأحوال ، وأنّ الحركة ليست عبارة عن التحرّك [١] بين الناس ، بل هي موضوعة بإزاء معنى يوجب للجسم
كونه متحرّكا.
لأنّ المعلوم عند الجمهور ، ليس إلّا كون الجسم متحرّكا ، فأمّا
تلك الحالة الّتي يجعلونها معنى يوجب المتحركيّة ، فغير معلوم لأكثر العقلاء ، فلا
يكون اللّفظ موضوعا له ، بل لا معنى للحركة إلّا نفس كون الجسم منتقلا. [٢]
وفيه نظر ، لأنّ الواضع إن كان هو الله تعالى ، فنسبة المعاني
إليه كلّها على السّواء ، فلا يجوز أن يكون بعضها خفيّا عنده.