نام کتاب : أنوار الفقاهة في شرح تحرير الوسيلة (كتاب النكاح) نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر جلد : 1 صفحه : 585
اللَّهِ...[1]، يدلّ على عدم جواز الاستنساخ؛ فإنّه تغيير في
خلق اللَّه».
والجواب
بالنقض أوّلًا؛ فإنّ جميع ابتكارات الإنسان في عالم النبات والحيوان- والمتمثّلة
بإبداع أنواع جديدة عن طريق علمي- هي من تغيير خلق اللَّه، ولم يمنعها أحد، ومثله
عملية التجميل التي قد تجعل القبيح جميلًا.
وبالحلّ
ثانياً؛ فإنّ المراد من تبديل خلق اللَّه- كما ورد في التفاسير والروايات- تبديل
فطرة التوحيد إلى الكفر، كما قال اللَّه تعالى: فِطْرَتَ
اللَّهِ الَّتِى فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَاتَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ...[2].
وأسوأ
حالًا من هذا الدليل ما قد يقال: من أنّه يوجب التفريق بين المرء وزوجه، مثل ما
ورد في قصّة هاروت وماروت.
أمّا
الاولى؛ فلأنّه يفتح الباب أمام ترك الزواج وترك تشكيل الاسرة، والإقبال على
الاستنساخ، وصيرورة المرأة حاملًا بدون زوج، بل كون حمل المرأة من قبل نفسها
بالاستنساخ؛ عن طريق زرع جزء منها في رحمها، وما أقبح ذلك.
وأمّا
الثانية؛ فلأنّه يوجب اختلال نظام الاسرة، فلا يكون لهذا المولود والد، بل ولا
والدة، ولا سائر العلاقات النسبية، وتنشأ من ذلك مشاكل اجتماعية قطعاً؛ فإنّ
الإنسان ليس كالشجر ليتكاثر عن طريق الاستنساخ، ولذا لا يزال