وكذا[1] ما كان ضدّاً لواجب وقد تركه
وسافر، كما إذا كان مديوناً وسافر؛ مع مطالبة الدُيّان وإمكان الأداء في الحضر دون
السفر. نعم لايترك[2] الاحتياط
بالجمع فيما إذا كان السفر لأجل التوصّل إلى ترك واجب؛ وإن كان تعيّن الإتمام فيه
لايخلو من قوّة.
(مسألة
16): التابع للجائر يقصّر إن كان مجبوراً في سفره، أو كان قصده دفع
مظلمة ونحوه من الأغراض الصحيحة. وأمّا إن كان من قصده إعانته في جوره، أو كان متابعته
له معاضدة له في جهة ظلمه، أو تقوية لشوكته مع كون تقويتها محرّمة، وجب عليه
التمام.
(مسألة
17): لو كانت غاية السفر طاعةً، ويتبعها داعي المعصية- بحيث ينسب السفر
إلى الطاعة- يقصّر. وأمّا في غير ذلك؛ ممّا كانت الغاية معصية يتبعها داعي الطاعة،
أو كان الداعيان مشتركين- بحيث لولا اجتماعهما لم يسافر- أو مستقلين، فيتمّ.
لكن
لاينبغي ترك الاحتياط بالجمع في غير الصورة الاولى؛ أيتبعيّة داعي الطاعة، فإنّه
يتمّ بلا إشكال.
(مسألة
18): لو كان ابتداء سفره طاعة، ثمّ قصد المعصية به في الأثناء، فمع
تلبّسه بالسير مع قصدها انقطع ترخّصه وإن كان قد قطع مسافات، ولا تجب إعادة ما
صلّاه قصراً، ومع عدم تلبّسه به فالأوجه عدم انقطاعه، والأحوط الجمع ما لم يتلبّس
به. ثمّ لو عاد إلى قصد الطاعة بعد ضربه في الأرض، فإن كان الباقي مسافة- ولو
مُلفّقة- بأن كان الذهاب إلى المقصد أربعة أو أزيد، يجب عليه القصر أيضاً. وكذا لو
لم يكن الباقي مسافة، لكن مجموع ما مضى مع ما بقي- بعد طرح ما تخلّل في البين من
المصاحب للمعصية- بقدر المسافة، لكن في هذه الصورة الأحوط الأولى ضمّ التمام
أيضاً. ولو لم يكن المجموع مسافة إلّابضمّ ما تخلّل من المصاحب للمعصية، فوجوب
التمام لايخلو من قوّة. والأحوط[3] الجمع.
وإن كان ابتداء سفره معصية ثمّ عدل إلى الطاعة،