إنّ «تحرير
الوسيلة» هو خير وسيلة يبتغيها المكلّف في سيره و سلوكه، و هو أوثقها عُرى، و
أصلحها منهاجاً؛ لِما امتاز به من سداد في تحديد الموقف العمليّ، و إصابة في تشخيص
الوظائف المُلقاة على عاتق المكلّفين، و ذلك على ضوء الدليلين: الاجتهاديّ و
الفقاهتيّ، النابعين من الكتاب و السنّة. ناهيك عن جمعه للمسائل العمليّة، و نأيه
عن المسائل ذات الصبغة النظريّة التي لا تمسّ إلى واقعنا المُعاش بصلة.
و لئن كتب
الشهيد الأوّل قدّس اللَّه نفسه الزكيّة كتاب «اللّمعة الدمشقيّة» و هو سجين، فإنّ
إمامنا العظيم نوّر اللَّه ضريحه قد ألّف هذا الكتاب حينما كان منفيّاً في مدينة
بورسا التركيّة من قبل الطاغوت الغاشم، و لم يكن بحوزته إلّا «وسيلة النجاة» و
«العروة الوثقى» و «وسائل الشيعة».
نعم لم تكن
بيده المباركة إلّا هذه الكتب الثلاثة، و لكنّ نفسه العلويّة لو لم تكن خزانة
للعلوم الحقّة، و فؤاده مهبطاً للإلهام و التحديث، لامتنع وجود هذا السفر الخالد
في تلك الظروف العصيبة.
و نظراً
إلى أهمّية هذا الكتاب، و ضرورة نشره على مختلف المستويات و الأصعدة؛ لذا فقد أخذت
مطبعة مؤسّسة العروج على عاتقها نشر شروح و تعاليق العلماء المحقّقين على «تحرير
الوسيلة» و على نفقتها الخاصّة.
و يعدّ
الكتاب الذي بين يديك، واحداً من هذه السلسلة الضخمة التي تروم مؤسّستنا طبعها، و
هي تعليقة استدلاليّة على «التحرير»، تأليف سماحة آية اللَّه الشيخ أبو طالب
التجليل التبريزي دام بقائه. نسأل اللَّه تعالى أن يوفّقه و إيّانا و أن يختم لنا
جميعاً بالحسنى إنّه سميع الدعاء.