الحقيقي
الإخباري و كان الغرض و الداعي من الاستعمال ايضا هو الإعلام و الإخبار دون الطلب
و البعث، و لكن إعلامه بتحقق الفعل من المكلف إنّما كان بلحاظ تحقق مقتضيه و علّته
و هو الإرادة و الطلب، حيث إنّ المولى لمّا كان مريدا للفعل من المكلف و كان طلبه
و ارادته للفعل علّة لصدوره من المكلف و لو بمعونة حكم عقله بوجوب الإطاعة فلا جرم
فيما يرى طلبه متحققا يرى كأنّه وجود المقتضى (بالفتح) و هو العمل في الخارج، فمن
هذه الجهة يخبر بوقوعه من المكلف بمثل قوله: «تعيد الصلاة» مثلا[1].
د:
قال الشهيد الصدر «رضوان اللّه تعالى عليه»: إنّ الجمل الخبرية تكون إخبارا عن وقوع
الفعل من الشخص غير أنّه يقيد الشخص الذي يقصد الحكاية عنه بمن كان يطبّق عمله على
الموازين الشرعية، و هذا التقييد قرينته نفس كون المولى في مقام التشريع لا نقل
انباء خارجية[2].
2-
اختلف الاصوليون في كيفية دلالة الجملة الخبرية المستعملة في مقام البعث على
الوجوب، هل هي بالإطلاق أو بحكم العقل أو بحكم العقلاء؟ و تقدّمت تقاريبها في
قاعدة كون الصيغة حقيقة في الوجوب، فراجع.