الدلالة
التصورية لا تتوقف على إرادة المتكلم، بل مهما سمعنا اللفظ و من أي مصدر كان انتقل
ذهننا إلى المعنى سواء سمعناه من متكلم واع أو من نائم و حتّى لو سمعناه نتيجة
لاحتكاك حجرين.
و
الدلالة التصديقيّة الاولى تتوقف على إرادة المتكلم في مقام الثبوت و إن كان
التلفظ باللفظ كاشفا عنها في مقام الإثبات، و لذا تسمّى هذه الدلالة بالإرادة
الاستعماليّة.
و
الدلالة التصديقيّة الثانية أيضا تتوقف على إرادة المتكلم كالدلالة التصديقيّة
الاولى، و الميزة بينهما أن الاولى تتوقف على الإرادة التفهّمية و الثانية على
الإرادة الجدّية و لذا تسمّى الثانية بالإرادة الجدّية[1].
3-
ما هو الموضوع له:
لمّا
كان منشأ الدلالة التصديقيّة بكلا قسميها حال المتكلم و كان التلفظ باللفظ كاشفا
عنها فليس المدلول التصديقي مدلولا لنفس اللفظ، فالمدلول الذي يعدّ معنى للفظ بحيث
يكون نفس اللفظ دالا عليه هو المدلول التصوري فحسب[2].
و
على ما ذكر من المقدمات يكتشف أنّ الموضوع له هو ذات المعنى، و اللفظ موضوع بازاء
المدلول التصوري من حيث هو لا من حيث هو مراد للافظ.
و
يدلّ عليه وجوه:
1-
التبادر، لأنّه مهما سمعنا اللفظ ينتقل ذات المعنى إلى ذهننا من دون أن