responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عصر الإمام السجاد، سياسياً و إجتماعياً نویسنده : اليوسفي الغروي، الشيخ محمد هادي    جلد : 1  صفحه : 252

حرب مصعب وعبد الملك‌

ثمّ سار عبد الملك من موضعه في صبيحة تلك الليلة حتّى نزل بدير الجاثليق (الكاثوليك) من أرض العراق (على فرسخين من الأنبار) وكان عبيد اللّه ابن زياد البكري من زعماء بكر بن وائل وسادات ربيعة ومعه عكرمة بن ربعي فأقبلا برايات بني ربيعة فالتحقوا بعبد الملك ودخلوا في طاعته وأضافوها إليه‌[1]!

قال ابن قتيبة: وكان مصعب وعبد الملك قبل ذلك صديقين متحابّين متصافيين لا يعلم بين اثنين من الناس ما بينهما من الإخاء والصداقة! ولذا تقدّم اليوم هنا عبد الملك وبعث إليه: أن ادن منّي اكلّمك! فدنا منه وتنحّى الناس عنهما.

فسلّم عبد الملك عليه وقال له: يا مصعب قد علمت ما جرى بيني وبينك منذ ثلاثين سنة من الصحبة والإخاء، فواللّه لأنا خير لك من عبد اللّه وأنفع لدينك ودنياك! فثق بذلك منّي وانصرف إليّ وخذ بيعة المصرين (الكوفة والبصرة) والأمر أمرك لا تعصى ولا تخالف. وإن شئت اتّخذتك صاحبا ووزيرا لا تعصى.

فقال مصعب: ما ذكرت من مودّتي وإخائي وثقتي بك، فذلك كما ذكرته ولكنّه قبل قتلك لعمروبن سعيد، وبعد قتلك له فلا يطمأنّ إليك وهوأقرب منّي رحما إليك وأولى بما عندك فقتلته غدرا، وواللّه لوقتلته في محاربة لمسّك عاره ولما سلمت من إثمه.

وأمّا ما ذكرت من أنّك خير لي من أخي فدع عنك أبا بكر وإيّاك وإيّاه لا تتعرّض له واتركه ما تركك! فقال عبد الملك: إنّ فيه لثلاث خصال لا يسود بها أبدا: عجب قد ملأه، واستغناء برأيه، وبخل قد التزمه! فلا يسود بهذه أبدا[2]!


[1] . مروج الذهب 107: 3.

[2] . الإمامة والسياسة 28: 2.

نام کتاب : عصر الإمام السجاد، سياسياً و إجتماعياً نویسنده : اليوسفي الغروي، الشيخ محمد هادي    جلد : 1  صفحه : 252
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست