روى
الصدوق بسنده عن حاجب ابن زياد عن من صحب السبايا إلى الشام، قالوا: دخلنا دمشق
بالنساء السبايا بالنهار مكشّفات الوجوه! فقال بعض أهل الشام: ما رأينا سبايا أحسن
من هؤلاء! فمن أنتم؟ فقالت سكينة بنت الحسين: نحن سبايا آل محمّد.
وكانوا
من قبل يوقفون السبايا على درج المسجد الجامع بدمشق ليراهم الناس، فأقاموهم عليه،
فأتاهم شيخ من أهل الشام فقال لهم: الحمد للّه الذي قتلكم وأهلككم وقطع قرن
الفتنة! وما زال يشتمهم.
فلما
انقضى كلامه قال له عليّ بن الحسين: أما قرأت كتاب اللّه عزّ وجل؟
قال:
بلى قد قرأت. قال: أما قرأت هذه الآية: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ
عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى[1]؟
قال: بلى. قال: فنحن أولئك!
ثمّ
قال: أما قرأت: وَ آتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ[2]؟
قال: بلى. قال: فنحن هم!
ثمّ
قال: فهل قرأت هذه الآية: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ
لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً[3]؟
قال: بلى. قال: فنحن هم!
فرفع
الشيخ الشامي يده إلى السماء وقال ثلاثاً: اللهمّ إنّي أتوب إليك. ثمّ قال: اللهمّ
إنّي أبرأ إليك من عدوّآل محمّد ومن قتلة أهل بيت محمّد. لقد قرأت القرآن فما شعرت
بهذا قبل اليوم.