لهمدان، ولم يترك مالا لهمداني إلا أخذه! ويأتي المدائن فيمر بعمّال جوخى فيأخذ أموالهم ويعود إلى جبال إيران، ولم يزل على ذلك حتّى‌[1] خرج مصعب لقتال المختار فالتحق به فيمن لحق به من مخالفي المختار، وتقبّله مصعب ضمنهم، ويبدوأنّه كان معه السبعمائة من جنوده.

واستعدّ المختار وخطب‌

بلغ ذلك المختار فقام في أصحابه فحمد اللّه وأثنى عليه ثمّ قال: يا أهل الكوفة، يا أهل الدين وأعوان الحق وأنصار الضعيف و «شيعة» الرسول وآل الرسول! إنّ الذين بغوا عليكم منكم ثمّ فرّوا ذهبوا إلى أشباههم من الفاسقين فاستغووهم عليكم، ليذهب الحقّ وينتعش الباطل ويقتل أولياء اللّه، واللّه لوتهلكون ما يعبد اللّه في الأرض إلا بالافتراء على اللّه و «اللعن لأهل بيت نبيّه» انتدبوا مع أحمر بن شميط، وإنّكم لوتلقونهم تقتلونهم إن شاء اللّه.

وكان بعض رؤساء الأرباع بالكوفة ممن كان مع ابن الأشتر رأوه كأنّه متهاون بأمر المختار ففارقوه وانصرفوا عنه إلى الكوفة، فاليوم دعاهم المختار وبعثهم مع أحمر بن شميط، وخرج الأحمر فعسكر في حمّام أعين، وبعث المختار معه جيشا كثيفا. وبعث الأحمر على مقدّمته عبد اللّه بن كامل الشاكري الهمداني إلى المذار بأرض البصرة، وخرج هوخلفه‌[2].

[1] . تاريخ الطبري 128: 6- 130 عن المدائني، وفيه حتّى قتل المختار، خطأ، وسيأتي أنّه كان مع مصعب في حرب المختار.

[2] . تاريخ الطبري 95: 6- 96 عن أبي مخنف.