وقال
أيضاً: فإن المنافق هو الذي يستر كفره وينكره بلسانه ومتى كان الأمر كذلك
لم يجز محاربته ومجاهدته[2].
إذن
فالباطن المطلع عليه هو الله جلّ وعلا، فهو مسلم منافق باطناً وهو لا ينكر إسلامه
مطلقاً؛ وإلا كيف نستطيع أن نصفه بالنفاق ما لم يكن كذلك، وعليه فيدخل في هذا
التعريف المنافق والمؤمن بالمعنى الأخص، فيعم البر والفاجر، ويعم من روى عن رسول
الله ومن لم يرو عن رسول الله، ويعم من عاشر رسول الله ولازمه ومن لم يعاشره ولم
يلازمه؛ لأن المراد والمقصود والمطلوب هو مجرد الالتقاء برسول الله؛ ولذا يقولون
بأن مجرد رؤية رسول الله (ص) محققة للصحبة فيكون المنافق صحابياً، ويؤيدون هذا
التعريف بما يروونه عن النبي (ص) أنه قال في حق عبد الله بن أبي المنافق المعروف:
فلعمري
لنحسنن صحبته ما دام بين أظهرنا[3]).
فيكون هذا
[1] - الفخر الرازي، تفسير الفخر الرازي: ج 32 ص 115،
دار النشر: الكتب العلمية- بيروت، ط 1، 1421 ه-.