إذن للننظر للأمور بمقاييس معتدلة ومنصفة بعيدة عن التشنج والتهجم بلا دليل، وليكن نظرنا بعينين لا أن نغمض أحدهما ونرمي الآخرين بتهم جزافية بلا نظر إلى أدلتهم التي يستندون إليها، في هكذا موارد.

وبهذا تسقط شبهة الدكتور الغامدي، فقد اتضح أن كلامه ينطلق من عصبية طائفية لا تمت إلى الإسلام بصلة.

أما ما ورد من كلامه أن الشيعة يتهمون أصحاب رسول الله بالخيانة والردة عن الإسلام.

فهذا الكلام أيضاً باطل وليس له ما يبرره سوى زرع الفتنة بين طوائف المسلمين، وقد حفل بحثنا برد هذه المزاعم، وقد فصّلنا القول في ذلك، وأن الشيعة لا تقول بعدالة جميع الصحابة؛ لأنهم بشر والبشر بطبعه يخطأ ويصيب، ولكن لا كما يدعي الغامدي، وقد تقدم الكلام مفصلًا فراجع.

إذن من جميع ما ذكرناه اتضح أن ما ذهبت إليه المدرسة الشيعية هو عين الصواب؛ وذلك لأنّ حكم الصحابة في العدالة حكم غيرهم، ولا يتحتّم الحكم بها بمجرّد الصحبة، وهي لقاء النبي (ص) مؤمناً به، ومات على الإسلام، وإنّ ذلك ليس كافياً في ثبوت العدالة بعد الاتّفاق على عدم العصمة المانعة من صدور