responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تذكرة الخواص من الأمة بذكر خصائص الأئمة نویسنده : سبط ابن الجوزي    جلد : 2  صفحه : 98

قال الأصمعي: و باخمرا من أرض الطّفّ، و قد ذكرها دعبل‌[1] في قصيدته التّائيّة


[1] - هو دعبل بن عليّ بن رزين الخزاعي أبو عليّ الشّاعر، عدّه الشّيخ الطّوسي في رجاله ص 375 برقم 6 من أصحاب الرّضا عليه السّلام.

و عدّه ابن شهر آشوب في معالم العلماء من المقتصدين من شعر أهل البيت من أصحاب الكاظم و الرّضا عليهما السّلام.

و قال العلّامة في ترجمته من القسم الأوّل من الخلاصة: مشهور في أصحابنا، حاله مشهور في الإيمان و علوّ المنزلة، عظيم الشّأن.

كانت ولادته في سنة 148 ه، أمّا وفاته: فأشهر الأقوال فيها أنّها كانت في سنة 246 ه، و قد بلغ من العمر 98 سنة، و قيل: إنّه توفّي في سنة 245 أو 244 ه.

و روى الشّيخ الصّدوق في الحديث 34 من الباب 66 من عيون أخبار الرّضا 2/ 294 بإسناده إلى عبد السّلام بن صالح الهروي قال: دخل دعبل بن عليّ الخزاعي على عليّ بن موسى الرّضا عليهما السّلام بمرو، فقال له: يا ابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و سلّم إنّي قد قلت فيك قصيدة و آليت على نفسي أن لا أنشدها أحدا قبلك، فقال عليه السّلام:« هاتها»، فأنشده:

مدارس آيات خلت من تلاوة

و منزل وحي مقفر العرصات‌

فلمّا بلغ إلى قوله:

أرى فيأهم في غيرهم متقسّما

و أيديهم من فيئهم صفرات‌

بكى أبو الحسن الرّضا عليه السّلام و قال له:« صدقت يا خزاعي»، فلمّا بلغ إلى قوله:

إذا و تروا مدّوا إلى واتريهم‌

أكفّا عن الأوتار منقبضات‌

جعل أبو الحسن عليه السّلام يقلّب كفّيه و يقول:« أجل، و اللّه منقبضات»، فلمّا بلغ إلى قوله:

لقد خفت في الدّنيا و أيّام سعيها

و إنّي لأرجو الأمن بعد وفاتي‌

قال الرّضا عليه السّلام:« آمنك اللّه يوم الفزع الأكبر»، فلمّا انته إلى قوله:

و قبر ببغداد لنفس زكيّة

تضمّنها الرّحمان في الغرفات‌

قال له الرّضا عليه السّلام:« أفلا ألحق لك بهذا الموضع بيتين بهما تمام قصيدتك؟»، فقال: بلى يا ابن رسول اللّه، فقال عليه السّلام:

و قبر بطوس يا لها من مصيبة

توقّد بالأحشاء بالحرقات‌

إلى الحشر حتّى يبعث اللّه قائما

يفرّج عنّا الهمّ و الكربات‌

فقال دعبل: يا ابن رسول اللّه، هذا القبر الذي بطوس قبر من هو؟ فقال الرّضا عليه السّلام:« قبري، و لا تنقضي الأيّام-- حتّى تصير طوس مختلف شيعتي و زوّاري، ألا فمن زارني في غربتي بطوس كان معي في درجتي يوم القيامة مغفورا له».

ثمّ نهض الرّضا عليه السّلام بعد فراغ دعبل من إنشاد القصيدة و أمره أن لا يبرح من موضعه، فدخل الدّار، فلمّا كان بعد ساعة خرج الخادم إليه بمئة دينار رضويّة، فقال له: يقول لك مولاي اجعلها في نفقتك.

فقال دعبل: و اللّه ما لهذا جئت، و لا قلت هذه القصيدة طمعا في شي‌ء يصل إليّ. وردّ الصّرّة و سأل ثوبا من ثياب الرّضا عليه السّلام ليتبرّك و يتشرّف به، فأنفذ إليه الرّضا عليه السّلام جبّة خزّ مع الصّرّة، و قال للخادم:« قل له: خذ هذه الصّرّة فإنّك ستحتاج إليها و لا تراجعني فيها».

فأخذ دعبل الصّرّة و الجبّة و انصرف و سار من مرو في قافلة، فلمّا بلغ ميان قوهان وقع عليهم اللّصوص، فأخذوا القافلة بأسرها و كتّفوا أهلها، و كان دعبل فيمن كتّف، و ملك اللّصوص القافلة و جعلوا يقسّمونها بينهم، فقال رجل من القوم- متمثّلا بقول دعبل في قصيدته-:

أرى فيأهم في غيرهم متقسّما

و أيديهم من فيئهم صفرات‌

فسمعه دعبل، فقال له: لمن هذا البيت؟ فقال: لرجل من خزاعة يقال له: دعبل بن عليّ، قال: فأنا دعبل قائل هذه القصيدة التي منها هذا البيت.

فوثب الرّجل إلى رئيسهم و كان يصلّي على رأس تلّ و كان من الشّيعة، فأخبره فجاء بنفسه حتّى وقف على دعبل و قال له: أنت دعبل فقال: نعم، فقال له: أنشدني القصيدة، فأنشدها، فحلّ كتافه و كتاف جميع أهل القافلة، وردّ إليهم جميع ما أخذ منهم لكرامة دعبل.

و سار دعبل حتّى وصل إلى قم، فسأله أهل قم أن ينشدهم القصيدة، فأمرهم أن يجتمعوا في المسجد الجامع، فلمّا اجتمعوا صعد المنبر فأنشدهم القصيدة، فوصله النّاس من المال و الخلع بشي‌ء كثير، و اتّصل بهم خبر الجبّة، فسألوه أن يبيعها منهم بألف دينار، فامتنع من ذلك، فقالوا له: فبعنا شيئا منها بألف دينار، فأبى عليهم و سار عن قم، فلمّا خرج من رستاق البلد لحق به قوم من أحداث العرب و أخذوا الجبّة منه، فرجع دعبل إلى قم و سألهم ردّ الجبّة، فامتنع الأحداث من ذلك و عصوا المشايخ في أمرها، فقالوا لدعبل: لا سبيل لك إلى الجبّة فخذ ثمنها ألف دينار، فأبي عليهم، فلمّا يئس من ردّهم الجبّة سألهم أن يدفعوا إليه شيئا منها، فأجابوه إلى ذلك و أعطوه بعضها و دفعوا إليه ثمن باقيها ألف دينار، و انصرف دعبل إلى وطنه، فوجد اللّصوص قد أخذوا جميع ما كان في منزله، فباع المئة الدّينار التي كان الرّضا عليه السّلام وصله بها، فباع من الشّيعة كلّ دينار بمئة درهم، فحصل في يده عشرة آلاف درهم، فذكر قول الرّضا عليه السّلام:« إنّك ستحتاج إلى الدّنانير».

و كانت له جارية، لها من قلبه محل فرمدت عينها رمدا عظيما، فأدخل أهل الطبّ عليها فنظروا إليها فقالوا: أمّا-- العين اليمنى فليس لنا فيها حيلة و قد ذهبت، و أمّا اليسرى فنحن نعالجها و نجتهد و نرجو أن تسلم، فاغتمّ لذلك دعبل غمّا شديدا و جزع عليها جزعا عظيما، ثمّ إنّه ذكر ما كان معه من وصلة الجبّة فمسحها على عيني الجارية، و عصّبها بعصابة منها، من أوّل اللّيل، فأصبحت و عيناها أصحّ ما كانتا من قبل ببركة أبي الحسن الرّضا عليه السّلام.

و رواه أيضا الكشّي في رجاله ص 504 رقم 970 باختصار، و الطّبري في ترجمة الإمام الرّضا عليه السّلام من دلائل الإمامة ص 357- 358، و الفتّال النّيسابوري في روضة الواعظين ص 227 في عنوان:« مجلس في ذكر إمامة عليّ بن موسى الرّضا عليه السّلام»، و ابن الصبّاغ في الفصل 8 من الفصول المهمّة ص 248- 250.

و انظر أيضا الباب 17 من تاريخ الإمام عليّ بن موسى الرّضا عليه السّلام من بحار الأنوار 49/ 234- 260.

و قال أبو الفرج في ترجمة دعبل من الأغاني 20/ 120: و كان دعبل من الشّيعة المشهورين بالميل إلى عليّ صلوات اللّه عليه، و قصيدته:« مدارس آيات خلت من تلاوة» من أحسن الشّعر و فاخر المدائح المقولة في أهل البيت عليهم السّلام، و كتبها- فيما يقال- على ثوب و أحرم فيه و أمر بأن يكون في أكفانه.

نام کتاب : تذكرة الخواص من الأمة بذكر خصائص الأئمة نویسنده : سبط ابن الجوزي    جلد : 2  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست